الإمارات صاحبة الفضل: دعم مستمر للسودان في الأزمات ومسيرة التحول

✍️ د. موسى الأمين حمودة

في خضم الأحداث المعقدة التي يمر بها السودان، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كأحد الشركاء الأكثر حضورًا وتأثيرًا في دعم الشعب السوداني، سياسيًا وإنسانيًا، وبما ينسجم مع رؤية تدعم الاستقرار والتحول المدني. فمنذ ما قبل اندلاع الحرب الحالية التي أشعلتها ما يسمى بالحركة الإسلامية، كانت الإمارات من أبرز الأصوات في “الرباعية” الداعية لانتقال السلطة إلى المدنيين وخروج الجيش من المشهد السياسي، إدراكًا منها أن استقرار السودان لن يتحقق إلا بإنهاء هيمنة القوى العسكرية على الحكم.

وعلى الرغم من الاتهامات التي وجهها الجيش السوداني للإمارات بدعم قوات الدعم السريع، دون تقديم دليل واحد، فإن الإمارات لم تنساق إلى الرد بالمثل أو قطع جسور التواصل، بل وقفت إلى جانب الشعب السوداني في محنته، وسيرت جسورًا جوية محملة بالمعونات والإغاثة العاجلة لملايين المتضررين من الحرب، التي أشعلتها الحركة الإسلامية والجيش السوداني في ظل صراع على السلطة.

كما لم تتردد الإمارات في اتخاذ قرارات جريئة تجاه السلطة القائمة في بورتسودان، تمثلت في سحب التراخيص التجارية ووقف رحلات الطيران منها وإليها، ووقف استيراد الذهب والبترول عبر موانئها، وهي خطوات تأتي في إطار تحجيم تمدد نفوذ الإسلاميين وتفكيك شبكات تمكينهم التي بدأت تتوسع نحو الخارج انطلاقًا من بورتسودان.

إن موقف الإمارات من السودان لا يختزل في الدعم الإغاثي فقط، بل يتجاوز ذلك إلى دور سياسي فاعل يهدف إلى مساعدة السودان على عبور أزماته نحو دولة مدنية حديثة، تضع مصلحة مواطنيها فوق أي اعتبارات سلطوية. وفي ظل استمرار التحديات، يبقى الدور الإماراتي شاهدًا على أن الشراكة الحقيقية تُبنى على المواقف الصادقة، لا على المصالح الضيقة أو المساومات العابرة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.