(ضريسة).. سجينة الماضي وعوامل الطبيعة

صفراء - عين الحقيقة

على ركن قصي ناحية الجنوب الغربي لمحلية أزوم تقع وحدة دريسة أو ضريسة الإدارية،على بعد 70كلم تقريبا، جنوب غرب زالنجي حاضرة ولاية وسـط دارفور، و ضريسة هذه منطقة غنية بالغطاء الغابي تتخللها الوديان والسهول والجبال التي تحتضن عددا من القرى والدمر والفرقان ابتداءً من سالي ودبة نايرة صفراء وغيرها. هذه المنطقة وبحسب إفادة أحد الأعيان فإنها لم تجد اهتمام حكام البلد القوميين والولائيين ولاكثر من ستين عاما لم تسجل لها سوى ثلاث زيارات رسمية فقط.

العوز وبؤس الحال ونقص الخدمات الصحة والتعليم والدعم الإنساني غائبة تماما، على هؤلاء السكان ما جعل المنطقة سجينة بين تقصير المسؤولين وعوامل الطبيعة، وعلى الرغم من ذلك فإنهم يربطون جأشهم ويعيشون إخوة ديدنهم التعايش والتكافل قاطعين عهدا بينهم الا يؤذون بعضهم بعضا وان يعملوا بالتوافق على تنظيم وإدارة شؤونهم بنفسهم في المجالات المالية والإدارية والاجتماعية سعيا منهم لتحقيق السلام والاستقرار الذي ينشده الجميع.

وثالث الزيارات الرسمية التي وردت في حديث ممثل اهل المنطقة سجلها وفد من حكومة الولاية برئاسة المهندس عبـدالكريم يوسف عثمان رئيس الإدارة المدنية لولاية وسط دارفور رفقة قائد الفرقة الثانية زالنجي العميد محمد آدم البنجوس والمدير العام لوزارة الصحة نائب رئيس الإدارة المدنية والمدير العام لوزارة الشؤون الاجتماعية محمد موسى عبدالرحمن،وأمين الزكاة بالولاية الأمير عبدالغني هرون، والادارة الأهلية ضم وفدها وكيل سلطان دارفور حسين محمد ابكر كسودورو والامير عبدالله محمد حسين والشرتاي نجيب خميس برلام شرتاي دار تبولا، وقفوا على الأحوال الأمنية والاجتماعية وسير عملية تأمين الموسم الزراعي بالمنطقة.

واستمعوا لقضايا ومشكلات اهل المنطقة، نقص الخدمات مع تردي الوضع الصحي في زمن انتشار وباء الكوليرا، غياب دور المنظمات تلك كانت أبرز مطالبهم وشكاويهم التي جأروا بها.

من جانبها وعدت حكومة الولاية مواطني وحدة دريسة الإدارية بسعيها لتوفير الخدمات المفقودة وتعزيز الأمن وتوفير عيادة متحركة وفتح الطريق الرابط بين المنطقة وحاضرة الولاية مدينة زالنجي وتوجيه المنظمات لتقديم خدماتها الإنسانية لأهالي المنطقة. كما دعا الوفد اهل ضريسة إلى أهمية وحدة الصف والتماسك والعمل معا من أجل إنجاح الموسم الزراعي وزيادة الإنتاج وتحقيق السلام والاستقرار بوحدة دريسة بصفة خاصة ومحلية أزوم بصفة عامة.

وأمن رئيس الإدارة المدنية لولاية وسط دارفور المهندس عبـدالكريم يوسف عثمان على اللجنة الإدارية التي كونها مجتمع دريسة، وقال انه سيصدر قرارا بتشكيل الإدارة المدنية لهذه الوحدة قريبا.

هذا وعلى الرغم من بؤس الحال والحوجة الماسة في هذه الظروف الملتهبة إلا أن هؤلاء الناس تدفقت أياديهم كرما على الوفد وضيافتهم بما هم أكثر حوجة إليه، وفي وجوههم عزيمة تتحدى اليأس والاحباط المرسوم على ثنايا وتجاعيد الجسد بفعل هذا الواقع المر،وايقنوا جميعا ان ماهو قادم خير مما مضى.!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.