إعلان حكومة السلام .. اكتمال الترتيبات النهائية
نيروبي – عين الحقيقة
تعكف القوى السياسية والعسكرية الموقعة علي ميثاق تحالف تأسيس السودان، علي وضع اللمسات الأخيرة لاعلان الحكومة المرتقبة، ومن المتوقع اصدار مراسيم دستورية عقب الاعلان عن المجلس الرئاسي، ومن ثم تشكيل مجلس الوزراء، والمجلس التشريعي وتتبعه المؤسسات الاخرى. مشوارات مكثفة يجريها تحالف تأسيس في العاصمة الكينية نيبروبي توطئة للوصول إلى التفاهمات الأخيرة بين كافة مكونات المتحالفة للتوافق على شكل إعلان الحكومة. ووقع على الميثاق السياسي الذي يمهد لتشكيل الحكومة أكثر من 24 حزباً وحركة مسلحة ومنظمة مجتمع مدني في نيبروبي فبراير الماضي. و يؤكد قائد قوات “الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في خطابه الأخير إلى المضي قدما في تشكيل “حكومة السلام في خطابه بمناسبة مرور عامين على اندلاع الحرب داخل البلاد، وأكد قائد قوات “الدعم السريع” عن تشكيل “حكومة سلام”. مشيرا أنها “تمثل ميثاقاً سياسياً ودستوراً انتقالياً، وستمثل تاريخاً جديداً للسودان”، وستصدر وثائق هوية وطنية وعملة جديدة، وطالب حميدتي في خطابه الاتحاد الأفريقي بالاعتراف بالحكومة الجديدة. وينص ميثاق التأسيس على ضرورة تشكيل حكومة تنهي الحرب وتحقق سلاماً شاملاً، مع الالتزام بالعدالة والمحاسبة التاريخية وإنهاء الإفلات من العقاب، وكذلك “تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية غير مركزية في السودان قائمة على الحرية والمساواة والعدالة، وغير منحازة لأية هوية ثقافية أو عرقية أو دينية أو جهوية، تعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكوناتها على قدم المساواة، إلى جانب حظر تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي على أساس ديني أو تنظيم دعاية سياسية على أساس ديني أو عنصري، إضافة إلى خضوع الجيش الجديد منذ تأسيسه للرقابة والسيطرة المدنيتين”. وبالرغم من مرور نحو شهرين على إعلان ميلاد تحالف السودان التأسيسي “تأسيس” والتوقيع على الدستور التأسيسي الانتقالي، إيذاناً بإعلان تشكيل حكومة السلام إلا ان عدم إعلان الحكومة طرح عدة تساؤوت حول تأخيرها، لكن مصدر مقرب من تحالف تأسيس أكد ان هنالك نقاشات مستمرة بين الحلفاء ستخرج قريباً إلى النور. وتنتظر قطاعات واسعة من الشعب لحظة ميلاد حكومة السلام ، وكانت قد خرجت مسيرات تأييد حاشدة في عدة مدن يسيطر عليها قوات تحالف تأسيس السودان دعما لحكومة السلام خاصة وإن هذه المناطق والولايات واجهت ظلما كبيرا من قبل حكومة بورتسودان حيث حرمت المواطنيين من التعليم وحق استخراج الاوراق الثبوتية. وحينما وقع تحالف تأسيس علي ميثاق نيبروبي، باركت قوى سياسية وكيانات أهلية الميثاق، وما زالت موجة الترحيب تتوسع لتتشكل أكبر جبهة ضد الحكومة الموجودة في بورتسودان. ورحب ملتقى كبير للإدارات الأهلية والقيادات القبلية بحكومة السلام والوحدة الوطنية المرتقبة الهادفة إلى تحقيق السلام وإنهاء الحرب. وكان القيادي بتحالف السودان التأسيسي “تأسيس” – ورئيس حركة العدل والمساواة سليمان صندل أكد أن من أهم مهام الحكومة الجديدة استرداد التحول المدني الديمقراطي، واستعادة ثقة السودانيين في ثورتهم وإعادة السلطة للشعب ليختار من يمثله، فضلاً عن إنهاء ظاهرة تعدد الجيوش والعمل على تأسيس جيش وطني جديد ومهني واحد يعبر عن كل السودانيين ويحمي البلاد وسيادتها. و اضاف صندل : أن حكومة السلام الانتقالية ستقوم بصيانة وتوفير الحقوق الدستورية لجميع المواطنين من دون أي تمييز، وتمكينهم من التمتع بجميع حقوقهم الأساسية في الصحة والتعليم والأمن والحصول على أوراق الهوية الثبوتية. وقال رئيس حركة جيش تحرير السودان (المجلس الانتقالي) د. الهادي إدريس إن الحكوم التي يعتزم تحالف “تأسيس” إعلانها لن تكون حكومة حرب، بل تعمل من أجل السلام ووقف القتال. وأعلن إدريس عن قرب إعلان تشكيل الحكومة الجديدة من داخل الأراضي السودانية في وقت قريب، بعد أن قطعت المشاورات بين الأطراف المؤسسة لتحالف السودان التأسيسي أشواطًا بعيدة، كاشفًا عن وصول وفد مقدمة من التحالف للسودان لوضع الترتيبات النهائية لتشكيل الحكومة. ويرى الهادي إدريس أن حرمان المواطنين من الخدمات من قبل من سلطة الأمر الواقع دفعهم للتوجه نحو تشكيل الحكومة، واتهم الحكومة التي يسيطر عليها الجيش في بورتسودان بإقامة امتحانات الشهادة السودانية في أماكن محددة وحرمان آخرين، بجانب تداول العملة في أماكن معينة مع حرمان عدد من الولايات، علاوة على سن قانون “الوجوه الغريبة” واستهداف المواطنين على أساس العرق واللون. ونفى الاتهامات الموجهة لهم بالعمل على تقسيم السودان من خلال تشكيل حكومة موازية، وقال إن “سلطة بورتسودان هي التي قسمت السودان فعليا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.