نازحي معسكر زمزم .. موت ومعاناة بسبب المشتركة
زمزم – عين الحقيقة
خمسة عشر يوماً من الإجلاء من قبل قوات تحالف “تأسيس” لنازحي مخيم زمزم من الفاشر، حيث المعارك الضارية بين قوات الدعم السريع والقوة المشتركة، التي اتخذت من معسكر زمزم للنازحين دروعاً بشرية لتحقيق انتصارات تجاه الدعم السريع.
ثمة معارك دامية جرت في الفاشر إبان عام، ما جعلت من قراها ومعسكراتها وشبابها روافع عسكرية، تُحقق للجيش ومليشياته وكتائبه انتصارات في الولايات التي خسرته وفقدت السيطرة على فرقه العسكرية في الأشهر الأولى من حرب أبريل.
في ذلك الوقت كان الكثير من بقاع إقليم دارفور آمنة، ترفل بالأمان والطمأنينة، لا سيما الفاشر؛ ولاية شمال دارفور، التي أُعتبرت بحسب الاتفاق المبرم بين القوة المشتركة والدعم السريع آنذاك، مركز إيواء لحماية المدنيين، تسهل فيه حركة المنظمات الدولية لإغاثة الفارين من أتون المعارك التي دارت في ولايات دارفور الأخرى.
وبسبب تعنت قيادة القوة المشتركة العسكريين والسياسيين، أصيبت الأوضاع الإنسانية للنازحين بمقتل، فجعلت منهم مستودعاً للفواجع والمآسي الإنسانية والنزوح، والتضور من الجوع، بلا وازع أخلاقي أو إنساني يراعي حقوق الكهول والشيوخ والأطفال، الذين تجرعوا سموم المعارك التي جرت مؤخراً بزمزم لأكثر من يومين وساعات عجاف؛ ذاق النازحون من ويلاتها ترويعاً وجوعاً وفقداناً للحياة الآمنة.
وبرغم الجهود التي تبذل من قبل قوات تحالف تأسيس في إنقاذ ما يمكن إنقاذه لإجلاء نازحي زمزم -11 كلم جنوب الفاشر إلى المحليات الغربية والجنوبية، لا تزال الأوضاع الإنسانية لا تطاق.
فما يحدث لنازحي زمزم اليوم تمخض عن التقديرات الشنيعة للقوة المشتركة والجيش، الذين عرضوا حياة مليون نازح للمخاطر لأنهم لم يضعوا الاعتبارات الإنسانية، التي تستوجب حماية النازحين بمعسكرات النزوح، وفق البروتوكول الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام السلاح في المعسكرات، مراعاة للحياة الإنسانية للنازحين التي تُكفل حقوقهم في الأمن والاستقرار، الذي يُطعمهم من الجوع ويؤمنهم من الخوف.
قبل نشوب معركة زمزم، ظلت حركة النزوح من وإلى محلية طويلة وقُرى غرب الفاشر مستمرة، ولا زالت من منطلق التداعي الإنساني لقوات تحالف تأسيس لإنقاذهم من براثن الحرب، التي امتدت في دارفور لأكثر من عقدين.
فبدلاً من تسوية أوضاعهم الحياتية والإنسانية المزرية، عملت المشتركة علي إستنفار وتحشيد أبنائهم للانخراط في الفعل العسكري الداعم لها، وبسبب الممارسات الشنيعة اتخذت من معسكر زمزم ثكنة عسكرية تُستغل في مواجهة الدعم السريع، ما أفقدته التعاطف الدولي الإنساني.
بالإشارة إلي المعاناة الإنسانية ل”93,000 نازح بزمزم: يقول منسق تنسيقية النازحين، آدم رجال، إن معسكر زمزم يشهد كارثة إنسانية بكل المقاييس؛ والوضع يفوق قدرة الجميع، لافتًا إلى أن النازحين الذين وصلوا لمحلية طويلة يعانون من الجوع والعطش والإرهاق النفسي والجسدي، فالأطفال يموتون لعدم توافر الحليب والماء، وكبار السن يفقدون حياتهم عطشاً وجوعاً في الطرقات.
بالنظر إلى الأوضاع الإنسانية لنازحي زمزم على الأرض، تظل مناشدة المتحدث باسم تنسيقية معسكرات النازحين ملحة، لحين وصول وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية بصورة عاجلة، لإنقاذ نازحي زمزم من الأوضاع الكارثية التي تسببت فيها القوة المشتركة بجعل معسكرهم ثكنة عسكرية حولهم لجنود يخوضون المعارك بجانب القوة المشتركة والجيش.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.