انقسام أبناء المهدي .. صراع الإخوة الاعداء
نيروبي – عين الحقيقة
يشهد حزب الأمة القومي صراع محتدم بين تياراته المتعددة، وإنعكس هذا الصراع مباشرة على أبناء الامام الراحل الصادق المهدي، ويُغزي هذا الصراع المستتر طموحات كل من أبناء المهدي غير الاشقاء، مطامع بعض منهم في القفز الى وراثة رئاسة الحزب التي بدأت واضحة عقب رحيل الامام الصادق المهدي، حيث ظهر الاخوة غير الاشقاء منقسمين حول إكتساب أكبر قاعدة ولاء وتأييد من الانصار.
ويقف عبد الرحمن الصادق المهدي حيث تشير أفعاله وتحركاته انه يخطط فعلياً لرئاسة الحزب وتولي دور الامامة، لكنه لم يتمكن سوى الظفر بعضوية هيئة شئون الانصار خلال الفترة الأخيرة، وعبد الرحمن الذي امتطى حصان والده الراحل يوم التشيبع في عام 2020م في دلالة على انه الابن الذي يستحق ان يرث كل شئ يسعى بكشل جاد إلى تحقيق طموحه في وراثة والده الراحل الصادق المهدي، ولم يتناسى عبدالرحمن طوحه فعاد مرة أخرى مع الحرب في الظهور وقام بتسجيل فيديو من أمام قبة الامام المهدي يعلن فيه دعمه للجيش.
استطاعت الحركة الإسلامية أن تلعب على الاختلافات البنيوية داخل حزب الأمة القومي أكبر الاحزاب الجماهيرية..
ويبدو واضحاً ان الأزمة التي تمر بها البلاد خاصة بعد حرب منتصف أبريل قبل عامين انعكست سلباً على كافة التنظيمات السياسية التي تنشد التحول الديمقراطي، وذلك لان طبيعة الحرب التي اندلعت يمكن النظر إليها بأن تنظيم الحركة الإسلامية الذي أشعلها يريد من خلالها إعادة ترتيب المشهد السياسي وفقا لرؤيته في السيطرة على الحكم كحد أقصى، أو فرض نفسه كتنظيم موجود على أرض الواقع بجماهيره وحلفائه من الاحزاب خاصة المحسوبة على الثورة، وفي هذا الاطار استطاعت الحركة الإسلامية أن تلعب على الاختلافات البنيوية داخل أكبر الاحزاب الجماهيرية وهو حزب الأمة القومي الذي تأثر تأثيراً مباشراً بالحرب من خلال غالبية تكوينه الجماهيري بغرب البلاد .
وبحسب معطيات الواقع إستطاعت الحركة الإسلامية أن تُنشط عناصر قيادية فاعلة داخل حزب الامة كانت ترى التحالف مع المؤتمر الوطني أجدى وأنفع للحزب بدل الارتماء في أحضان اليسار أو قوى الثورة، وعلى رأس هؤلاء الفريق صديق محمد إسماعيل وأخرين ولكن كي يقوم الفريق صديق بعمل مؤثر داخل الحزب كان لابد من روافع داعمة له فقامت الحركة الإسلامية باعفاء عبدالرحمن الصادق المهدي من الجيش وأوعزت له بقيادة الحزب مع مناورة تعيينه رئيس وزراء للحكومة المستقلة التي يخطط البرهان لتشكيلها.
أول عربون قدمه الفريق عبدالرحمن الصادق المهدي إدانته المباشرة للدعم السريع عبر التحدث باسم كيان الانصار..
وتشير المعطيات الى أول عربون قدمه الفريق عبدالرحمن الصادق المهدي هو إدانته المباشرة للدعم السريع عبر التحدث باسم كيان الانصار علماً بأنه نائب رئيس هيئة الحل والعقد أحد أهم أذرع هيئة شؤون الأنصار التنظيمية التي تقوم مقام الامام حال غيابه وفقا لنظام هيئة شؤون الأنصار التأسيسي، واستغل عبدالرحمن الصادق وضعيته التنظيمية بالهيئة وتواصل مع القيادات التي ترى التحالف مع الحركة الإسلامية أوجب واجبات الساعة للكسب السياسي خاصة وإن الحرب جعلت جماهير الحزب ينقسمون حولها.
وبينما إتجهت كوادر وقيادات حزب الأمة تتحيز وتسند طرفي الحرب، اتخذ عبدالرحمن الصادق وضعيته وتواصل مع الفريق صديق بغية إنجاز التحالف، وهذا التحرك أحدث شرخا داخل كابينة القيادة أولاً، وداخل أسرة الامام الراحل الصادق المهدي التي تأثرت باختلاف الرؤى فكانت الدكتورة مريم الصادق بصفتها نائبة رئيس الحزب أظهرت ميولاً وسندا لشقيقها دون الانجراف بصورة واضحة للتحالف مع حكومة بورتسودان، بينما دخلت رباح الصادق في تصادم مباشر على خطوة رئيس الحزب اللواء فضل الله برمة ناصر في تحالفه مع تحالف تأسيس.
وفي الجانب الاخر من أبناء الامام الراحل الصادق المهدي يوجد المهندس صديق الصادق المهدي مساعد رئيس الحزب للشؤون الاقتصادية رافضا التحالف والتضامن مع أحلام أخيه غير الشقيق في رئاسة الحزب والتحول لدعم حكومة بورتسودان، وهذا التباين في طريقه لاحداث إنشقاق أسري أيضاً، حيث تصطف الدكتورة مريم ورباح مع شقيقهم الفريق عبدالرحمن الصادق في رئاسة الحزب دون وضوح رؤية حول المضي قدماً للتحالف مع الحركة الإسلامية كما يسعى نائب رئيس الحزب الفريق صديق مع الفريق عبدالرحمن الصادق المهدي.
قيادي بارز بحزب الامة القومي: خلافات عائلة الامام الصادق المهدي منافسة واضحة للمحافظة على سيطرتهم على الحزب..
وفي الضفة الاخرى يؤازر الصديق الصادق المهدي مساعد رئيس الحزب للشؤون الاقتصادية الأمين العام للحزب الواثق البرير وهم الأقرب للواء فضل الله برمة ناصر رئيس الحزب الذي وقع علي تحالف تأسيس بنيروبي قبل نحو ثلاثة أشهر، وفي السياق أكد قيادي بارز بحزب الامة القومي ان خلافات عائلة الامام الصادق المهدي هي منافسة واضحة للمحافظة على سيطرتهم على الحزب حيث ان هناك تدخلات اخرى من قيادات بالحزب يرتبطون بعلاقات مصاهرة بأسرة الامام الصادق المهدري وجميعهم في مناصب قيادية في الحزب.
ويقول القيادي الذي رفض ذكر أسمه ” نجد الامين العام للحزب الواثق البرير زوج زينب الصادق المهدي مُنحاز الى دعم الصديق الصادق المهدي، وزينب هي أيضا عضو في المكتب السياسي للحزب” بالاضافة لوجود أم سلمة الصادق المهدي عضو مجلس المرأة بالحزب وبشرى الصادق المهدي رئيس الأمن بالحزب، فضلاً عن وجود القيادي بالحزب امام الحلو رئيس لجنة السياسيات بالحزب، وهو زوج رندا الصادق المهدي، بجانب القيادي بالحزب عبد الرحمن الغالي، وهو زوج رباح الصادق المهدي وهما الإثنان أعضاء في المكتب السياسي .. وما بين إنقسام أبناء المهدي، وصراع الإخوة الاعداء، يبقى السؤال الذي يحتاج إلى إجابة باقياً وهو:هل سينشق حزب الامة مابين أبناء الامام فيما بينهم ؟ أم ستفلح التدخلات في إطفاء الاطماع الشخصية الساعية للظفر برئاسة الحزب العتيق.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.