البطل على رزق الله(السافنا) الثائر الذى صقلته دروب النضال

✍️ عبدالرازق كنديرة

منذ نعومة أظافره كان مميزآ ومختلفآ عن أنداده فى مراتع الصبا فى بادية الرزيقات التى نشأ بين وديانها وعتاميرها وغاباتها فى رحلة المنشاق والمؤطاة الأبدى !
وبحسه الفطرى وذكائه المتقد رأى بعين ثاقبة مالم يراه الأطفال فى تلك البيئة وهم يلهون ويلعبون مع ترانيم ورقصات الكاتم والعريج والهرما والمردوم !
فقد أحس بأن ثمة معادلة مفقودة فى الحياة ، لأناس كانوا ومازالوا يرفدون المركز بالموارد من ثروة حيوانية وصمغ عربى ومحاصيل نقدية فول سودانى وسمم وكركدى وذرة ..الخ ..
وبالرجال المقاتلين الأشداء متى ما احتاج المركز لرجال لصد بارود ثوار آخرين من السودان ،كدروع بشرية !
فكان أن إهتدى ثائرنا البطل الى ذلك التناقض البائن فيما يجب أن يتمتع به قومه من حياة رغدة واستقرار وتعليم مقابل ما ظلوا يقدمونه لدولة النخبة السودانية الظالمة !
ولذلك فقد وجد فى المطالب التى رفعتها حركتى تحرير السودان والعدل والمساواة فى دارفور ، ضالته على الرغم من قصور طرح هذه الحركات واختزاله على اثنيات معدودة وعدم شموله لكل مكونات الإقليم ،
ولكن ذلك لم يمنعه من الإنضمام إليها بغية توسيع قاعدتها الشعبية والتغيير فى طريقة تعاطيها الإجتماعى ليشمل كامل الإقليم والسودان ، فقضية التهميش قضية متجذرة فى سودان 56 وتكاد تشمل كامل الوطن بل هى كذلك !

وقد دفع ثمن النضال أضعافآ مضاعفة فى صفوف الحركات وجابه متناقضاتها وقدم أداءآ عسكريآ وثوريآ مختلفآ ومميزآ أشاد به أعدائه قبل أصدقائه وكان سببآ فى تحقيق كثير من الإنتصارات وتنقل فى مختلف فصائلها فى التحرير والعدل والمساواة ويرجع ذلك لنزق الثائر الفذ الذى يبحث عن مثال ثورى!
حتى انتهى به المقام فى تأسيس حركة خاصة به مع الراحل ورفيق دربه خريف ووقعوا اتفاق سياسى عسكرى مع الخرطوم أخذ بموجبة رتبة عسكرية وعدد من رفاقه وكانوا على وشك الإندماج النهائى فى القوات المسلحة وفق الترتيبات الأمنية ،
إلا أن وكعادة جماعة الإخوان فى خيانة العهود والمواثيق ، فقد دبروا لهم مكيدة( كمين) بواسطة الكوز الدباب النتن أنس عمر الذى كان يشغل والى لشرق دارفور، للتخلص منهم وتوزيع دمهم كمهر لفتنة قبلية كان يسعى لها النظام حثيثآ بين الرزيقات والمعاليا ،
وقد استشهد فى تلك الحادثة رفيقه خريف وعدد من رفاقهم الميامين وكذلك العشرات من الطرف الآخر ، وقد أصيب هو اصابة بليغة ، وبعد تلك الحادثة نكس نظام الإخوان بالإتفاق وقاموا بمداهمات لمنزل البطل السافنا ، فقرر الخروج والعودة الى الثورة من جديد قبل أن يتم أسره وهو فى طريقه للإنضمام الى حركات الكفاح المسلح !
ولذلك لم يستغرب أحد من إنضمامه الى ثورة الخامس عشر من ابريل وتجاوزه عن كل مرارات الماضى ،فالثورى الحقيقى لا تعنيه التصرفات واخطاء تقديرات حلفاء اليوم وأعداء الأمس بقدرما يعنى بالمواقف الحقيقية من الثورة التى نذر نفسه فى سبيل تحقيق أهدافها ومراميها النهائية السامية وليس هنالك هدف أسمى من تحقيق وطن لجميع السودانيين يقوم على قيم الحرية والعدالة والسلام ويقف من جميع أبنائه على السواء فى ظل دولة المواطنة المتساوية !

والمتتبع لأداء هذا البطل ومن خلال ثورتنا المباركة يجد دائما أن رآيات النصر تظلل مقدمه أينما ذهب ومنذ معارك بحرى الأولى والإستراتيجية واليرموك والى متحرك الصحراء الكبرى فى ام بعر ودريشقى
والزرق والى معركة النهود بالأمس القريب ، كان يجلل خطوه الإنتصار ، فقد نصرت بالرعب على مسيرة شهر كما قال المصطفى (صلعم) يا أيها الأشوس الثائر العنيد أبوسف !

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.