مسيرة رجم التمثال ..إنقلب السحر على الساحر

✍️د.موسى الأمين حمودة

لو كان يدري الإعيسر ما ستفرخه الحجارة المعدودة التي رمى بها ثمثالاً ودمية لقائد قوات الدعم السريع (حميدتي) في مسيرة جماهيرية قبل اسبوع في بورتسودان من وبال عليهم وأصطياد المسيرات لأوكار المحصنة في بورتسودان والتي كسرت كبريائهم، لما اقدموا على هذه الخطوة المفضوحة دبلوماسياً والمهزومة ميدانياً.
باتت مدينة بورتسودان ومدن اخرى في شرق السودان تستقبل أفواج وأسراب متصاعدة من المسيرات الاستراتجية والتقليدية التي باتت تضرب أهداف عسكرية وبنى تحتية يستخدمها جيش الفلول لضرب المستشفيات والمدارس والمطارات والقرى النائية في اصقاع دارفور وكردفان.

ان محاولة زمرة سلطة بورتسودان بتصوير الحرب بأنها انتهت وان الدعم السريع قد خسرها،تجلت تلك الرؤية بمحاولتهم خداع الناس بانشاء تمثال للقائد حميدتي ورجمه امام جمع غفير من المغرر بهم والادعاء ان حميدتي وقواته انه ليس له وجود في دنيا السودان.

عندما كان يقول لهم حميدتي (ستفطمون .. بورتسودان ما بعيدة .. البرهان عليك ان تستسلم .. وغيرها ) لم يفهم جنرالات الجيش أوالمحللين الاستراتجيين والاعلاميين المنتمون لسلطة بورتسودان بظهورهم اللافت ويكاد يكون اليومي في القنوات الاخبارية والمواقع الاعلاميين عن تفكيك ودراسة متأنية لواقع قوات الدعم السريع ولم يأخذوا وقتهم الكافي في تقييم وتحليل خطابات قيادات الدعم السريع لا سيما الخطابات المسجلة الصوتية أو مقاطع الفيديو عن ما يرتب له وتعد له قيادة قوات الدعم السريع لمجابهة خطر تمدد الجماعات الاسلامية المتطرفة في الجيش السوداني والدول الاقليمية التي تسانده وتخطط له.

لم ينتبه شرزمة المحللين التابعين للجيش عن ان الدعم السريع تحور وتحول لنسخة ثانية ، هذه الاصدارة والتحول جاء وفق مقتضيات المرحلة وما يحتاجة المقاتلين في ساحة المعركة. ان اكتمال دخول الدعم السريع لفصول الخطة (ب) ثم (ج) يعني انه بات يعتمد على السلاح الإلكتروني وحرب المسيرات، لتقليل الانفاق العسكري والعتادي واللوجستي ويستفيد من الزمن ويعمل على تدريب الجنود والقادة على اساليب حرب المدن والاستراتجيات الحديثة في تهيئة الجيوش والاستفادة من السلاح الضخم الذي استولت عليه القوات من مخازن الجيش التي حررتها في الفرق والمعسكرات المختلفة ليتم ضربهم به.

ان جنرالات الجيش الغافلين عليهم ان يدركوا قدرة الدعم السريع ان تصل يده اي مكان في السودان طولا وعرضا وفي اي وقت تقرره القوات الخاصة بهذه المهمة. الدعم السريع صار يتحكم في أصول اللعبة.

ويتسائل كثير من المتابعين من السودانين ، انه وللمفارقة العجيبة لم يسقط قتلى من المدنيين جراء هذه الضربات المتتالية لمواقع حددت بعناية في مدن بورتسودان ومروي وكسلا والنيل الابيض بعكس ما كان يحصده ضربات طيران الجيش وقتله لالاف من المواطنين ومواشيهم في قرى دارفور وكردفان والنيل الازرق. ونذكر انه في آخر طلعة كانت للجيش السوداني ضربه لقرية طرة بشمال دارفور وجراء ذلك مات نحو ٥٢٠ من المواطنين معظمهم من النساء والاطفال والعجزة.
والمعلوم الدعم السريع يتمسك بمبدأ حماية المدنيين ويراعي قواعد الاشتباك وحماية المدنيين كما نصت عليها القوانين واللاتفاقيات الدولية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.