انتشار الكوليرا في السودان.. آخر فصول الانهيار الصحي
تقرير- عين الحقيقة
نقلت الأنباء الواردة من العاصمة السودانية الخرطوم عن انتشار كبير لمرض الكوليرا، خصوصا مناطق المربعات والبنك العقاري والصالحة جنوب أمدرمان حيث كشفت متابعات (عين الحقيقة) عن وفاة العديد من المواطنين بعد اصابتهم بمرض الكوليرا، في منطقة المربعات توفيت المواطنة (أ.م) 34 سنة وطفلها ذو السبعة أعوام بعد اصابتهما بمرض الكوليرا .
وكشفت مصادر مطلعة لـ(عين الحقيقة) عن وفاة (7) أشخاص في مناطق الراشدين والصالحة والعشرة بينهم ثلاثة رجال وأربعة نساء بعد اصابتهم الكوليرا.
وفي الاثناء قال مصدر طبي من مدينة الثورة بامدرمان عن تدهور الأوضاع الصحية بالعاصمة السودانية الخرطوم في أعقاب توقف عمليات الإمداد الطبي وخروج أكثر من 95% من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة بسبب الحرب والنقص في الكوادر والامدادات والاجهزة الطبية.
د. محي الدين عبدالله: تحول وزير الصحة الى سياسي يأتمر بأمر الجيش أضرّ بالصحة..
وقال المصدر أن انهيار النظام الصحي بالبلاد ألقى بظلاله على العملية الصحية بكل السودان . وتعد وزارة الصحة السودانية من أكثر الوزارات تضررا من الحرب بسبب استهداف المستشفيات والمرافق الصحية من قبل طيران الجيش. فى مايو من العام 2023 تم تسجيل اول حالة اعتداء على مرفق صحي، إذ قصف طيران الجيش مستشفى شرق النيل ومقتل عدد من المرضى والكوادر الطبية، واعداد كبيرة من مرافقي المرضى، لتسجل هذه كأول حالة اعتداء على مستشفى كبير ومرجعي ضمن اكبر مستشفيات الولاية.
ويقول المصدر تواصلت سلسلة الاعتداء على المرافق الصحية، بضرب مستشفى الأطباء وسط الخرطوم، لتكون الضربة الكبرى التى تلقاها القطاع الصحي بضرب طيران الجيش السوداني مخازن الدواء بهيئة الامدادات الطبية بالسجانة، إذ تلقت مخازن الأدوية عشرات الغارات الجوية التي قضت على مخزون البلاد الاستراتيجي من الدواء.
مصدر طبي بأمدرمان: انهيار النظام الصحي بالبلاد ألقى بظلاله السالبة على كل السودان..
وفى وقت سابق قال وزير الصحة الاتحادي د.هيثم محمد ابراهيم أن خسائر الامدادات الطبية تتجاوزت (500) مليون دولار، لكن مصادر طبية قالت إن الخسائر تتجاوز المليار دولار، لجهة أن الامدادات الطبية بها كميات كبيرة من المخزون الاستراتيجي للأدوية يكفي حاجة البلاد لأكثر من عام، وبها اسطول من المتحركات والشاحنات والأصول.
وتاتي اسباب انهيار النظام الصحي فى أعقاب حرب أبريل، نتيجة لسوء التخطيط والادارة وتسييس ملف الصحة، كما يضيف د.محي الدين عبدالله الذي تحدث لـ(عين الحقيقة) قائلا: تحويل وزارة الصحة من وزارة خدمية لها مهام محكومة بقوانين تتعلق بحقوق الإنسان، لان حق العلاج هو حق ضمن حقوق الإنسان، إلا أن الوزير حوّل الوزارة إلى مؤسسة سياسية تقيم المهرجانات، ويصدر التصريحات، والخطير في الأمر حرمان أكثر من نصف السكان في البلاد من حق العلاج، عندما منع وصول الدواء إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع وهذا الأمر تسبب فى وفاة الكثير من المرضى، مثلما حدث لمرضى الكُلى فى مدينة الجنينة ومرضى الكُلى في نيالا والضعين، عقب ايقاف إرسال شحنات الأدوية التى تأتي ضمن منح منظمة الصحة العالمية وعدد من منظمات الأمم المتحدة، الأمر الذي يجعل الأمر جريمة حرب تستوجب التحقيق. واضاف: د. محي الدين هيثم حوّل الوزارة إلى وزارة تخدم اهله فى ولاية نهر النيل وحرم أهل السودان بسبب حرب لا يد لهم فيها.
الطيران الحربي التابع للجيش السوداني نفذ أول غارة استهدفت مستشفى شرق النيل..
واضاف أن المواثيق الدولية تلزم تقديم العلاج حتى لأسرى وجرحى الحرب من الجنوب ناهيك عن منع مواطنين سودانيين تحت ذريعة الحواضن والمتعاونين، وتحسر د.محي الدين على ما وصلت اليه الأحوال الصحية بالبلاد بسبب سوء الإدارة وعدم توافر الاخلاق، وأضاف: وزارة الصحة التابعة لحكومة بورتسودان ظلت تتلقى الدعم من وكالات الأمم المتحدة من برنامج الأمم المتحدة الانمائي وصندق الدعم العالمي ومنظمة الصحة العالمية، لكل السودانيين دون تمييز إلا أن وزير الصحة في حكومة بورتسودان، ظل يحتكر توزيع الدواء والخدمات الطبية في المدن والولايات التي يسيطر عليها الجيش، وهي تمثل أقل من 30% من سكان السودان الأمر الذي يتطلب من تلك المنظمات الأممية مراجعة الأمر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.