تندلتي .. مدينة تحت قصف المسيرات 

تندلتي – عين الحقيقة

شهدت مدينة تندلتي بولاية النيل الأبيض، الاسابيع الماضية هجوماً بالطائرات المسيرة الاستراتيجية، بعد أن تم توجيه ضربات نحو أهداف عسكرية، تلك الهجمات التي أحدثت دوي انفجارات عنيفة وهزت الأرض وأثارت الهلع والخوف بين السكان، فتحت الباب موارباً أمام الصراع حول طريق الإمدادات اللازمة، وخاصة بعد أن تعرضت المدينة التي تمثل موقعاً “إستراتيجياً” الى ثلاثة هجمات.

وتعتبر مدينة تندلتي التي تبعد (54) ميل غرب مدينة كوستي أحدي المدن التي تضم عدد كبير من السكان، وتمثل الشريان الحيوي لخطوط الامدادات، كما أنها نقطة وصل مهمة بين النيل الأبيض وولايات غرب كردفان، ويأتي إستهداف مدينة “تندلتي” الواقعة تحت سيطرة الجيش، من بين سلسلة هجمات للطائرات المسيرة تجاه العديد من المواقع الاستراتيجية التي شهدتها الولاية في إطار تصعيد عسكري متزايد، مما يثير القلق بشأن الأوضاع الأمنية والإنسانية في تلك المناطق.

مسيرات انتحارية هاجمت مدينة “تَنْدَلتي” للمرة الاولي يوم 2 من شهر فبراير الماضي

وكانت عدد من المسيرات الانتحارية هاجمت مدينة “تَنْدَلتي” للمرة الاولي يوم 2 من شهر فبراير الماضي 2025م بعد ساعات من زيارة قام بها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان للمدينة، الا إن الدفاعات الجوية في المدينة تصدت للمسيرات، في عدد من المواقع بسماء المدينة، غير أن مسيرة واحدة في هجوم ثانِ قصفت شاحنة جُنود بالشارع الرئيسي بمدينة “تندلتي” في يوم 27 من شهر أبريل الماضي، 2025م بالقرب من مسجد أنصار السنة، مما أدى الى مقتل مواطن وجندي ونقل آخرين للمستشفى العسكري بتندلتي.

 

وتابعت صحيفة “عين الحقيقة” الهجوم الثالث في يوم 8 – مايو من الشهر الجاري، على مدينة “تندلتي” الا أن المضادات الأرضية تمكنت من التصدي لها، وأحدثت دوي انفجارات عنيفة هزت الأرض مما أثار الهلع والخوف بين السكان، في وقت تعاني فيه ولاية النيل الأبيض وولايات أخرى من حرب المسيرات المستمرة والتي ظلت تستهدف مواقع عسكرية ومحطات الكهرباء بشكل مكثف في الفترة الأخيرة، بينما لم تصدر أي جهة بيان يعبّر عن مسؤوليتها تجاه كل الحوادث التي وقعت مؤخراً بالمدينة.

“تندلتي” تعيش في حالة توتر وترقب لهجمات على الصعيدين الجوي والبري

وبحسب مراقبين ان تلك الهجمات التي شنتها الطائرات المسيرة الاستراتيجية علي المنطقة يعد تطور خطير يشير إلى أن الأيام القادمة حبلي بما تحمله بتكثيف عمليات عسكرية من قبل الدعم السريع، والتي تسعى إلى تعزيز وجودها في المناطق الاستراتيجية، ومن ناحية أخرى تسعى قوات الجيش في التمسك وربط ولاية لنيل الأبيض بولايات كردفان لتوصيل الإمدادات عبر الطريق القومي الى الولايات الغربية الواقعة تحت سيطرتها مع سبق محاولات قوات الدعم السريع الرامية الى توجيه الضربة القاضية لتحقيق هذا المكسب.

 

وظلت مدينة “تندلتي” تعيش في حالة توتر وترقب لهجمات على الصعيدين الجوي والبري، وتلك التوترات تمتد الى العام الماضي منذ أن درج أفراد الاستخبارات العسكرية، على تشديد تفتيش البصات السفرية المتوجهة إلى كوستي وسنار وإنزال الشباب وارجاعهم، دون السماح بتقديم أي مبررات لأسباب مغادرتهم، وفي هذا الصدد اشتكى العديد من الشباب القادمون من ولايات دارفور من إعتراضات واجهت سفرهم نحو مدينة كوستي ومدن أخرى تخذ من ذات الطريق معبراً.

“تندلتي” مركز للتجنيد وتدريب المستنفرين وسيرت  أربع قوافل لدعم وإسناد القوات المسلحة قيادة القطاع الغربي

وحذر مراقبون من إتخاذ مدينة “تندلتي” مركزاً للتجنيد وتدريب المستنفرين وخاصة بعد أن سيرت المنطقة عدد أربعة قافلات لدعم وإسناد القوات المسلحة قيادة القطاع الغربي بمحلية “تندلتي” في ما أسمتها بمعركة الكرامة الوطنية ودعم القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الامر الذي ينذر بتحويل المدينة الى منطقة عسكرية .. وتشير هذه التطورات الى ان صدام وضربة قاضية للمنطقة قادمة لامحال بغرض الاستيلاء عليها والتي تمثل معبراً استراتيجياً يربط بين النيل الابيض والولايات الغربية، وفي المقابل يري مراقبون ان هذا التحدي سيؤدي إلى حدوث موجات نزوح وتشريد لإنسان المنطقة حال تواصل الهجمات المتكررة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.