نقل جامعات دارفور وكردفان الى مناطق سيطرة الجيش تحت ذريعة المناطق الآمنة
د. موسى الأمين حمودة
دخلت جامعات دارفور وكردفات عامها الثالث وهي متوقفة عن النشاط منذ بداية هذا الحرب التي أشعلتها الحركة الاسلامية ومليشياتها المتحالفة معها. وتمثل هذه الجامعات ربع الجامعات السودانية القومية من حيث تعداد الطلاب والمجتمعات التي تستفيد من خدماتها في مجالات البحث العلمي وخدمة المجتمع والتدريس الجامعي. وظلت هذه الجامعات في فترة توقف كاملة بعد ان رفضت سلطة بورتسودان مزاولة نشاطها في مقارها الرئيسة وفرضت على ادارة تلك الجامعات بعمل مراكز سميت بالمراكز الامنة في مناطق سيطرة الجيش.
ويبلغ عدد جامعات دارفور وكردفات (٨) ثمانية جامعات، توزيعها (٥) في دارفور وتضم كل من جامعة الضعين باحصائية طلاب تقدر بحوالي ١٦ الف طالب/طالبة على مستوى البكالريوس وحوالي ١٨٠ طالب دراسات عليا، وجامعة نيالا بإحصائية طلاب تقدر بالـ (٢٧)سبعة وعشرون الف طالب وطالبة على مستوى البكالريوس وعدد ٥٥٠ طالب دراسات عليا، اما جامعة الجنينة بإحصائية طلابها على مستوى البكالريوس يقدرون بـ (٢٢) بإثنين وعشرون الف وطلاب الدراسات العليا حوالي (٤٠٠) اربعمائة. وتليهما جامعة زالنجي بوسط دارفور باحصائية طلاب تقدر بحوالي (١٩) تسعة عشر الف طالب وطالبة اما طلاب الدراسات العليا يقدرون بحوالي (٢٥٠) طالب. اما جامعة الفاشر تبلغ احصائية طلابها حوالي (٣٠) ثلاثون الف طالب وطالبة على مستوى البكالريوس وحوالي (٤٠٠)اربعمائة طلاب الدراسات العليا. واذا ما جمعنا كل هذه الاحصائيات فقط من جامعات دارفور الخمس من طلاب وطالبات البكالريوس نجد ان العدد يناهز الـ (١٠٠ )المائة الف وحوالي (٦) ستة الف طالب دراسات عليها هذا من دون الاساتذة والموظفين الذين يقدرون بحوالي (١٠)عشرة الآف.
أما جامعات كردفان هي الأُخرى عانت في ظل توقفها طيلة سنوات الحرب وهي تشمل كل من جامعة كردفان ومقرها(الأُبيض) وجامعة غرب كردفان ومقرها(النهود والفولة) وجامعة شرق كردفان (ابوجبيهة)، باحصائية طلاب اجمالية تقدر بحوالي الـ (٥٠) خمسون الف طالب وطالبة على مستوى البكالريوس وما يزيد عن الف طالب دراسات عليا والمئات من الاساتذة والموظفين.
قامت وزارة التعليم العالي التابعة لسلطة بورتسوان وبالتنسيق مع الاجهزة الامنية بعمل وانشاء مراكز لكل جامعات دارفور وكردفان بمناطق سيطرة الجيش في كل من ام درمان وكوستي وربك والدويم وكسلا وبورتسودان والقضارف ودنقلا. تم استضافة بعضها داخل تلك الجامعات وبعضها تم ايجار مقار ومنازل حكومية لها. وبالفعل هذه الجامعات انشأت افرع ومراكز لها بتلك المدن تحت ذريعة المناطق الامنة والادعاء بان مناطق سيطرة الدعم السريع غير آمنة وغير مستقرة. وفي بداية الأمر تم التحايل على هذه الجامعات بالعمل الكترونياً واغلاق الجامعات وعدم مزاولة اي نشاط فيها ثم جاءت خطوتهم التالية وهي نقل الجامعات وفتحها كلياً للعمل بمتاطق سيطرة الجيش.
ولعل الخطوة الأبرز في الفترة القادمة هو ضرورة عمل حكومة تأسيس على فتح جامعات دارفور وكردفان بمواقعها الاصلية وصيانة وتأهيل وتشييد قاعات ومعامل بأعجل ما تيسر خدمة للطلاب الذين تقطعت بهم السبل وظلوا حيارى تلاحقهم ترجيات أهاليم وأسرهم خوفا من المصير المجهول في ظل سعي سلطة بورتسودان على نقل الجامعات الى مناطق سيطرة الجيش الذي يبقر البطون ويقتل المدنيين الابرياء ولعل ذات المصير الذي يواجهه الطلاب والاساتذة اذا ما ذهبوا الى تلك الجامعات في المناطق الخاضعة لسلطة الجيش.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.