بعد انفتاحها الاستراتيجي على محور الصحراء .. قوات الدعم السريع تعيد تشكيل الخارطة الأمنية والاستراتيجية.

واصلت قوات الدعم السريع عملياتها العسكرية في المحور الصحراوي، بدءاً من السيطرة على منطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، مروراً بجبال كرب التوم، ووصولاً إلى قاعدة الشفرليت العسكرية القريبة من الحدود الليبية، في تحرك يؤشر إلى سعي جاد للسيطرة الكاملة على الممرات الصحراوية الحيوية شمال وغرب السودان.

عزل “حكومة الأمر الواقع”: هل نحن أمام خطة محكمة..؟

كشفت مصادر عسكرية مطلعة أن هذه التحركات تأتي في سياق استراتيجية متعددة المحاور تهدف إلى محاصرة “حكومة الأمر الواقع ” المتمركزة في بورتسودان عبر الطرق الصحراوية المرتبطة بمصر وليبيا. وتُعد السيطرة على قاعدة الشفرليت نقلة مهمة، إذ كانت القاعدة تمثل لسنوات معبراً لأنشطة مسلحة وشبكات تهريب البشر والسلاح العابرة للحدود، بمشاركة ما وصفته المصادر بـ”حركات الارتزاق”.

تحول في موازين القوى على الحدود:

من خلال السيطرة على الشفرليت، كرب التوم، العوينات، العطرون، والمالحة، عززت قوات الدعم السريع حضورها العسكري على الشريط الحدودي مع ليبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وهو ما يعتبره مراقبون تحولاً استراتيجياً كبيراً في مسار الحرب التي دخلت عامها الثالث منذ اندلاعها في أبريل 2023.

المثلث الحدودي: البوابة الاقتصادية والعسكرية

أهمية منطقة المثلث ليست نابعة من موقعها الجغرافي فقط، بل من دورها كمحور اقتصادي واستراتيجي يمكن أن يعزز التعاون الإقليمي في مجالات التجارة، وضبط الحدود، ومكافحة الإرهاب. ويُتوقع أن تسهم هذه السيطرة في فتح آفاق جديدة للشراكة مع دول الجوار وخاصة مصر وليبيا.

ملف الهجرة: نحو شرعية إقليمية عبر البوابة الأمنية

رصدت تقارير متواترة نشاطاً متزايداً للدعم السريع في ملف مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر، مايرشح إمكانية التنسيق الدولي لاسيما مع دول أوروبية. ويُنظر إلى هذا التحرك كجزء من مسعى القوات لبناء شرعية دولية وإقليمية تعزز موقفها السياسي في ظل الاشتباك العسكري الطويل.

الدعم السريع يلوّح بالتصعيد شمالاً

في سياق موازٍ، جدّد قائد قوات الدعم السريع عزمه الوصول إلى معاقل الحركة الإسلامية في شمال السودان، ملمحاً إلى امتلاك قواته معلومات دقيقة عن أنشطة قياداتها، والتي حمّلها مسؤولية تأجيج الصراع المسلح في البلاد.

التزامات مدنية ورسائل إقليمية

في ختام التحركات الميدانية، أعلنت قوات الدعم السريع التزامها بحماية المدنيين ومكافحة الفوضى والابتزاز والجرائم المنظمة، داعية المجتمعين الإقليمي والدولي إلى دعم جهودها التي وصفتها بأنها تعزز الأمن الجماعي وتفتح الطريق نحو سلام دائم وتنمية عادلة.