«حكومة الأمل» .. كامل إدريس بائع الاوهام في خضم الحرب والدمار !!

بورتسودان - عين الحقيقة

وسط خلافات كبيرة وتحديات أمنية واقتصادية، اعلن كامل إدريس عن حكومته مطلقاً عليها إسم «حكومة الأمل» في مغازلة السودانيين الذين يعانون من الحرب واللجوء والنزوح.

وبالرغم من أن الحكومة لا تمثل غالبية أهل السوادن في ظل تقلص مساحات سيطرة الجيش في الأيام الأخيرة حيث خرجت مناطق حدودية هامة عن إدارته في الولاية الشمالية وكردفان، ينظر إليها البعض بأنها ربما تمثل مخرج لمعاناتهم لكن مع استمرار الحرب وتعاظم مهددادتها لمناطق أخرى يضيق الخناق على حكومة إدريس ويجعل مسمى الامل متناقضاً مع الواقع.

وبالنظر إلى المشهد السياسي والامني والاقتصادي الذي يتدحرج كل يوم إلى الهاوية، وتزداد معاناة المواطنين في مناطق سيطرة الجيش خاصة في العاصمة التي انسحب منها الدعم السريع مؤخرا يجعل من الصعوبة تحقيق أي نجاح لحكومة الامل.

مراقبون: رئيس الوزراء كامل إدريس بني خطط وتوقعات حكومته وفقاً لمعالادت عاطفية وحماسية، مما يجعل صدامه بالواقع المغاير قوياً..

ويري مراقبون أن رئيس الوزراء كامل إدريس بني خطط وتوقعات حكومته وفقاً لمعالادت عاطفية وحماسية، مما يجعل صدامه بالواقع المغاير قوياً، الأمر الذي ربما يؤدى إلى فشل حكومته وهزيمتها في بداية مشوارها.

ولم يستبعد آخرون مغادرة الرجل لموقعه مبكراً، خاصة وأن الذي جمعه مع تحالف بورتسودان هو مساعيه وشغفه بالمنصب الذي عمل من أجله منذ سنوات بكافة الطرق، لكنه فشل إلى أن تمكن من تحقيقه في أجواء الحرب الطاحنة.

وبعيداً عن ما رسمه المراقبون من صورة قاتمة لمستقبل حكومة الامل، بدأ كامل إدريس في مباشرة تعيين وزراء حكومته مبتدرا بوزيري الدفاع والداخلية، مما يؤكد أن اهتمامه بقضايا الأمن ودعم إتجاه الحرب أكثر من قضايا الخدمات.

ويقول الكاتب الصحفي، أمجد أحمد السيد في تعليقه على حكومة الامل، في زمن تفيض فيه البلاد بالحطام والدمار، خرج علينا الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء المعيّن من قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بخطاب رسمي حمل عنوانًا رومانسيًا لافتًا: “حكومة الأمل”.

وأضاف امجد “خطاب كامل إدريس وديع في لغته، ناعم في شكله، لكنه بدأ بالنسبة لكثير من السودانيين، وخاصة أولئك الذين يقيمون في خيام اللجوء والمنافي، بمثابة قصيدة وردية في دفتر محترق. ففي بلد تحرقه الحرب من أطرافه حتى قلبه، وتفتك به المجاعة والنزوح والانهيار، يحق للناس أن يتساءلوا: أي أمل؟ وأي حكومة؟

صحفي: خطاب الدكتور كامل إدريس رافقته حملة علاقات عامة لافتة توجت بمشهد توزيع الزهور على ركاب الطائرة التي أقلته إلى بورتسودان..

ويشير امجد احمد السيد إلى أن خطاب الدكتور كامل إدريس رافقته حملة علاقات عامة لافتة توجت بمشهد توزيع الزهور على ركاب الطائرة التي أقلته إلى بورتسودان، ومصافحة جماعية للمارة على كورنيش المدينة، وكأن رئيس الوزراء الجديد اختار الانتماء لمدرسة الدبلوماسية العاطفية لا السياسية الواقعية.

واضاف “لكن الزهور لا تكفي، والابتسامات لا تمحو دموع النازحين، ولا تُعيد التيار الكهربائي لمستشفيات نيالا، أو الطعام لأطفال الفاشر.

واستغرب الكاتب الصحفي أمجد من تسمية (أمل) على حكومة بلا صلاحيات، لا تملك ملف الحرب ولا السلام، في ظل حرب أهلية هي الأعنف في تاريخ السودان الحديث، معتبرا ذلك يبدو نوعًا من التمويه السياسي أو التجميل البلاغي للواقع المأساوي.

واكد أمجد احمد أن الأمل الحقيقي، يبدأ من وقف إطلاق النار وعودة النازحين ومحاسبة الفاسدين، لا من وراء الميكروفونات المزينة بأحلام غير قابلة للتنفيذ.

وتابع قائلا: “الدكتور إدريس يتحدث بلغة العارف العاطفي، لكن مشكلتنا في السودان ليست غياب الكلمات، بل غياب الفعل السياسي الحقيقي، وغياب الإرادة الجادة لوقف الحرب التي أنهكت الدولة والمجتمع على حد سواء.

ومضي امجد احمد السيد : “من الواضح أن الدكتور إدريس، رغم تاريخه الأكاديمي والدولي المعروف، قد تم تعيينه في موقع بلا سلطة حقيقية ضمن بنية حكم لا تزال مرهونة برغبات العسكر والواقع المفروض بقوة السلاح. إذ أن ملف الحرب والسلام، العلاقات الخارجية، وحتى إدارة الموارد ليست بيده، بل في قبضة من صنعوا الحرب وأشعلوها وأوغلوا في تحويل السودان إلى ساحة صراع جيوسياسي.

ونوه الكاتب الصحفي إلى أن “الأمل” كلمة عظيمة في قلوب الناس، لكنها تتحول إلى سخرية جارحة حين تُستخدم لتسمية حكومة لا تملك إلا البيانات الصحفية، في وقت تنهار فيه المدن واحدة تلو الأخرى، لم يشعر أهل ود مدني بالأمل، ولا وجد أهل الأبيض ما يربطهم بهذه الحكومة، ولا أحس اللاجئون في تشاد ومصر بشيء تغير منذ تسمية إدريس رئيسًا للوزراء.

وابان امجد إن السودان اليوم لا يحتاج إلى كلمات الأمل، بل إلى قرارات وقف الحرب وإرادة سياسية لإنقاذ ما تبقى من الدولة والمجتمع. دون ذلك، فإن “حكومة الأمل” لن تكون سوى عنوان جديد في كتاب الأوهام الذي نُكبنا بقراءته منذ سنوات.

المتحدث الرسمي باسم  “قمم” عثمان عبدالرحمن : نحن ننظر إلى هذه الحكومة من حيث الشرعية ومهما بلغت قدرتها على إدارة دولاب العمل المختطف لن تكون حكومة السودان.

أما المتحدث الرسمي باسم تحالف القوى المدنية المتحدة “قمم” عثمان عبدالرحمن سليمان قال في حديثه لـ(عين الحقيقة) : “نحن ننظر إلى هذه الحكومة من حيث الشرعية ومهما بلغت قدرتها على إدارة دولاب العمل المختطف لن تكون حكومة السودان.

واضاف “حكومة كامل إدريس ناهيك عن أنها فاقدة للشرعية هي حكومة حرب وليست حكومة سلام وامل، و لعل كامل إدريس أوضح ذلك من أول ظهور رسمي له، كأنما جسد شخصية العسكر في صورة مدنية.

ورأي عثمان عبد الرحمن أنه لا يمكن لحكومة كامل إدريس الانقلابية لا يمكن أن تكون حكومة إصلاح خدمي ومجتمعي لأنها حكومة جاءت لتدوير وإعادة إنتاج النظام السابق.

واعتبر الناطق الرسمي باسم تحالف (قمم) إطلاق اسم أمل علي حكومة بدون صلاحيات ولا تمثل كل السودان مجرد خديعة للشعب مشيرا إلى أن حكومة كامل إدريس لن تستطيع تحقيق آمال وطموحات الشعب وبل ستتضاعف معاناتهم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.