تراجع الأوضاع الإنسانية في دارفور .. وصمة عار تلاحق القوات المشتركة.

الفاشر - عين الحقيقة

تشهد الأوضاع الإنسانية في بعض مناطق إقليم دارفور ترديا مخيفا وتراجعا كبيرا بعد عدة معارك شهدها الإقليم، وما زالت تشهدها الأمر الذي أدى لحالة نزوح كبيرة داخل الإقليم وخصوصاً إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور.

وبعد معارك ضارية إندلعت في معسكر “زمزم” والتي انتهت بخروج الحركات المسلحة التي تقاتل بجانب الجيش السوداني، والمعارك التي تدور رحاها في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والهزائم الساحقة التي تلقتها الحركات المسلحة والتي تسمى (بالقوة المشتركة ) في مدن “المالحة وجبال العطرون” على يد قوات تحالف السودان التأسيسي(تأسيس) والتي أفرزت موجات نزوح غير مشهودة.

ويذكر أن منطقة المالحة التي تعد طريقا ً حيويا ً لإدخال المساعدات الإنسانية على قلتها القادمة من بورتسودان عاصمة سلطة الأمر الواقع قد توقفت تماماً، وتزامن ذلك برفض حكومة الأمر الواقع ببورتسودان المتكرر بعدم السماح بدخول المساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة قوات تحالف السودان التأسيسي (تأسيس).

وبحسب البيانات الصادرة من غرف الطوارئ فإن الأزمة الإنسانية قد وصلت ذروتها بالأعداد المتزايدة للنازحين وندرة المواد الغذائية وشح مياه الشرب والأدوية العلاجية، عوضاً عن تفشي وباء الكوليرا في عدد من مناطق إقليم دارفور، كما أن عجز المنظمات التي تعمل في المجال الإنساني في سد هذه الفجوة الكبيرة.

ويقابل هذا الوضع الإنساني المتردي صمت كبير من قبل منسوبي وقادة الحركات المسلحة، وهذه الحركات التي لم تبدِي أية ردود أفعال جادة تجاه تصريحات حليفهم قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان حيال عدم السماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالوصول لمناطق إقليم دارفور، بل وصل الأمر بقائد الجيش بقصف قوافل إنسانية بالطائرات المسيرة كانت في طريقها إلى مدينة الكومة بشمال دارفور.

ويشير الواقع إلى أن منسوبي وقادة الحركات المسلحة رفضوا رفضا قاطعا الإستجابة للمبادرات الإنسانية التي أطلقت والتي تنادي بالسماح للمدنيين بمغادرة مناطق العمليات العسكرية ورفض إستخدام المدنيين كدروع بشرية كما يحدث في الفاشر وكما حدث في زمزم سابقا.

وإزاء هذا الوضع تواصل الحركات المسلحة صمتها المطبق تجاه التردي الكبير للوضع الإنساني في إقليم دارفور ولم تشير إلى حجم الكارثة الإنسانية، ولا الضغط على حليفهم في الجيش السوداني بالسماح بمرور قوافل المساعدات الإنسانية.

ويؤكد الواقع أن الحركات المسلحة شريك اصيل في تراجع الوضع الإنساني بإتخاذها موقف القتال العسكري بجانب الجيش السوداني ورفضها المتكرر لكل منابر التفاوض وقتها.

ويبدو ان هذا الصمت الكبير من قبل الحركات المسلحة يفتح باب التساؤلات على مصراعيه من الاهداف الحقيقية التي دفعت الحركات المسلحة للقتال بجانب الجيش السوداني، و هنا برز سؤال محوري .. هل ستغير الحركات المسلحة موقفها بعد التقارير التي تتحدث عن الوضع الإنساني الكارثي الذي يواجهه المدنيين في إقليم دارفور .. أم ستواصل الحركات المسلحة صمتها وتجاهلها لما يحدث في الإقليم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.