(زالنجي) الحرب على التفلت.. جهود لاستتباب الأمن هل تفلح المساعي؟

زالنجي - عيـن الحقيقة

ذاكرة المدينة احتفظت بكثير من مظاهر التفلت ووقع أيام مظلمة، وجرائم الانفلات الامني والتعدي على حقوق الناس، بشكل متكرر، سلوكيات أرّقت مضاجع أهل زالنجي وأوقفت الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية. على ضوء ذلك، أطلقت السلطات الأمنية بولاية وسط دارفور حملة كبرى لمحاربة الظواهر السالبة والتفلتات الأمنية بمدينة زالنجي حاضرة الولاية، وزالنجي التي لم تزل تحت رحمة المتفلتون كأنهم في سباق أو تحدي مع الجهات الأمنية، ولم ينم فيها مواطن مطمئن الا في يده سلاح لسد ثغرة الأمن المفقود بطريقته الخاصة والثانية معول لعله يقاوم خطر الجوع المحدق في موسم الخريف. لم تكن هذه هي المحاولة الأولى للسلطات الأمنية لبسط الأمن وفرض السيطرة على الأوضاع وتحييد المتفلتين ومروجي الخمور والمخدرات وتجار السلاح والذخيرة، إلا أنها قررت بأن هذه المرة ليست كل المرات التي تتكسر عندها الجرة.

البنجوس: العمل الاجرامي الكبير والتحدي السافر للمتفلتين ليس عملا جنائيا فحسب بل خطط سياسية منظمة وممنهجة يطلقها قادة الفلول عبر أذيالهم المندسين وسط أفراد المجتمع بالمدينة..

قائد الفرقة الثانية زالنجي العميد محمد آدم البنجوس خلال مخاطبته لقواته وهي تستعرض الضبطيات التي انجزتها الحملة، ان هذا العمل الاجرامي الكبير والتحدي السافر لهؤلاء المتفلتين ليس عملا جنائيا فحسب بل هي خطط سياسية منظمة وممنهجة يطلقها قادة الفلول عبر أذيالهم المندسين وسط أفراد المجتمع بالمدينة.
وذكر العميد البنجوس أن مايميز الحملة انها شملت كل الأجهزة الأمنية والقانونية والعدلية، حيث يشرف عليها رئيس الإدارة المدنية لولاية وسط دارفور المهندس عبدالكريم يوسف، وبمتابعة لصيقة منه، وبحضور مدير الشرطة الفيدرالية رائد شرطة عبدالقادر الجيلاني الأمين، ووكيل النيابة العامة مولانا عبدالرسول إبراهيم ابوه، وأضاف أن ما يبدو للعيان من نتائج ليس النهايات، انما مشاهد وتفاصيل الفيلم لاحقا على تعبيره، متعهدا للشعب بعدم عودة تلك التحديات ونشاط المجرمين مرة أخرى مهما كانت الظروف. ووجه قائد الفرقة الثانية الضباط وضباط صف وجنود الحملة بالضرب بيد من حديد وعدم المجاملة لكل متفلت أو مروج للممنوعات ومن يتهاون فقط حنث عن قسمه.
وأكد العميد البنجوس تجاوز دور هذه الحملة لمدينة زالنجي عقب نظافتها تماما نحو مناطق الولاية اجمع تنفيذا لتوجيهات القائد العام للدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.

قائد الحملة: على التجار العودة إلى السوق لفتح محالهم التجارية ومزاولة نشاطهم من جديد لان الأمن مستتب ولان الظروف السابقة لم تعد موجودة..

ودعا التجار الذين لم يعودوا إلى السوق لفتح محالهم التجارية ومزاولة نشاطهم من جديد لان الأمن مستتب ولان الظروف السابقة لم تعد موجودة، هذه الدكاكين المغلقة وغير المستخدمة يستغلها المجرمون اوكارا لممارسة نشاطهم الهدام. واسفرت الحملة عن ضبط عدد من المعروضات أسلحة وذخائر وحشيش وعصابات اجرامية.

في ظل قوة تيار الحملة الأمنية لكبح جماح ما أسماهم قائد الفرقة الثانية زالنجي بـ”المتربصين” تعرض منزل مواطن بحي الوادي لعملية نهب مسلح بالتزامن مع إنطلاق خط سير الحملة، ونفذ المسلحون هدفهم بانتحال صفة أفراد الحملة جاءوا على متن عربة بوكس وقاموا بنهب مبالغ مالية ومقتنيات شملت تلفونات وملابس، وكرد فعل مباشر تمكنت السلطات الأمنية من القبض على الجناة وايداعهم السجن تمهيدا لمحاكمتهم وتنفيذ القانون.
واقعة أخرى مشابهة فقد تعرض المواطن التاجر الطيب سعيد الطاهر من حي كنجومية، للاختطاف من قبل مجهولين يركبون عربة دفع رباعي واقتادوه لجهة مجهولة ولم يعرف ذوه مصيره حتى الآن. أيضا تعرض فريق منظمة عوافي في طريق عودته من وحدة أبطا الإدارية التابعة لمحلية زالنجي لحادث نهب مسلح، اخذ المسلحون هواتفهم وتركوهم لمواصلة طريق العودة لزالنجي.

مواطن: حملة الظواهر السالبة التي بدأت في ولاية وسط دارفور تعتبر خطوة مهمة.. الحملة الأمنية التي نفذتها الأجهزة المختصة في الولاية وجدت قبولًا وارتياحًا من قبل المواطنين

المهتم بقضايا الأمن والسياسة في ولاية وسط دارفور، المواطن محمد عيسى البخيت، قال: الأمن والاستقرار هما أساس بناء أي مجتمع، ولذلك فإن حملة الظواهر السالبة التي بدأت في ولاية وسط دارفور تعتبر خطوة مهمة في هذا الاتجاه. الحملة الأمنية التي نفذتها الأجهزة المختصة في الولاية وجدت قبولًا وارتياحًا من قبل المواطنين. اوأشار البخيت إلى أن الجهات الأمنية والعدلية في ولاية وسط دارفور تعمل بجد لتأمين المواطنين وحمايتهم من الظواهر السالبة التي تهدد أمنهم واستقرارهم، وإن دور هذه الجهات في استتباب الأمن والاستقرار بالولاية لا يمكن إنكاره، وذلك باشادة المواطنون انفسهم بدورها في هذا الشأن.
ودعا محمد عيسى إلى ضرورة استمرار الحملات لفرض هيبة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار في الولاية والتي من شأنها حفظ النفس والحقوق ولذلك فإن تحقيق الأمن والاستقرار في ولاية وسط دارفور سيسهم في تعزيز السلام الاجتماعي بين مكونات مجتمع الولاية.
وحث الجهات الأمنية والعدلية بأهمية مواصلة جهودها في هذا الاتجاه، وأن تعمل على تعزيز التعاون مع المواطنين لتحقيق الأمن والاستقرار، لان المواطنين هم الشركاء الحقيقيون في تحقيق الأمن والاستقرار، ولذلك فإن تعاونهم مع الجهات الأمنية والعدلية يعتبر أمرًا ضروريًا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.