حكاية مُنظمات المجمتع المدني الداعمة للجيش
تحليل سياسي – عين الحقيقة
حرب 15 – أبريل في السودان لم تكن مجرد حرب بالسلاح، فقد إمتدت هذه الحرب لتشمل وسائل وأدوات أخرى غير معهودة، وتظل هذه الحرب أكثر من مجرد (غربال) فقد قدمت هذه الحرب خدمة نبيلة للنظر بوضوح إلى ما قامت به منظمات المجتمع المدني السوداني من مساندة صريحة ومساندة غير معلنة للجيش وحلفائه من المليشيات الإرهابية ، حيث برزت العديد من منظمات المجتمع المدني السوداني داعمة للجيش وقد أخذت أشكالا ًمختلفة في الدعم .
نعود إلي ما قبل حرب 15 – أبريل والتي برزت فيها أصوات كثيرة تتحدث عن إحتكار واسع لمنظمات المجتمع المدني عن طريق بيوت وكيانات إجتماعية ونشوء علاقة قوية مع الجهات الرسمية المعنية بتنظيم عمل المنظمات، وحذرت الأصوات وقتها من أن بعض هذه المنظمات ما هي إلا واجهات للنظام التاريخي المتحكم في مفاصل الدولة كاملا ً، بل وتستخدمها الدولة لخدمة أجندتها السرية وإرتبطت بسياقات سياسية وإقتصادية محددة تسهم جميعها في خدمة مصالح القوى الحاكمة .
ولم تتكشف هذه الدوافع، وهذه العلاقة إلا مع نشوب حرب 15 أبريل والتي أدت لتعرية الشعارات الزائفة التي تتبناها هذه المنظمات والقيم التي خدعت بها الكثيرين ، فهذه الحرب قد أظهرت إصطفافا ً غريباً وغير مألوف تماماً، إذ تبنت هذه المنظمات تقديم دعم كبير للجيش ومليشياته، وذلك وفق إرتباط المصالح بينهما .
وظهرت هذه المنظمات بشكل صارخ تعمل تحت إمرة الجيش ومليشيات الاسلاميين وتوجه المساعدات الانسانية للمناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش، وإستخدمت المساعدات الانسانية كأداة سياسية لتعزيز شرعية الجيش والشاهد في ذلك خطاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي أعلن فيه في 11 – فبراير- 2024م عن منع وصول المساعدات الانسانية للمناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
وبالنظر لهذا القرار ورغم خطورته إلا أنه قوبل بصمت تام من المنظمات السودانية التي تعمل في مجال الإغاثة، ولم تصدر أي بيان بهذا الخصوص ومما يدل على موافقتها التامة على هذا القرار الخطير، عوضاً عن ذلك فقد أظهرت التقارير التي خرجت من بورتسودان بإستخدام المساعدات الانسانية من قبل كتائب الإسلاميين في تموين كتائبهم ومعسكراتهم الأمر الذي تكتمت عنه المنظمات رغم تذمر المواطنيين الذين يقبعون تحت مناطق سيطرة الجيش .
وعمدت المنظمات التي تعمل في رصد وتوثيق الإنتهاكات في العمل بإنتقائية مبالغ فيها اذ تسلط الأضواء على انتهاكات الدعم السريع وتغض الطرف عن الانتهاكات الممنهجة للجيش السوداني، وتجاهل منهجي لجرائمه وتتعداه إلي أمر كارثي بتجريم ضحايا جرائم الجيش ومليشيات الاسلاميين .
بل تعدت ذلك الى تزييف الوقائع عبر إعادة صياغة الاحداث لخدمة الرواية العسكرية، وقامت بتضخيم أعداد الضحايا ونسب كل الجرائم للدعم السريع، وخلقت شبكات للتضليل لكسب التعاطف الإقليمي والدولي وحشدهما لإدانة الدعم السريع ، والأمر الأكثر خطورة هو هذه الشبكات المختلفة التي عمدت على إستغلال العمل المدني وحولت المنظمات إلي واجهات دعائية للجيش أضرت بمصداقية المجتمع المدني.
وساهمت تلك المنظمات في تصعيد وتأجيج خطاب الإنقسام عن طريق خطاب من ليس معنا فهو ضدنا ، وكشفت هذه الحرب عن أكبر خيانة تعرض لها المجتمع المدني السوداني من هذه المنظمات والتي أظهرت توجها عنصرياً بغيضاً، وأصبحت هذه المنظمات أداة فاعلة في الصراع ومؤيدة للسلوك الإجرامي للجماعات الإرهابية، وتكشف ما تقوده ما تسمى مجموعة مناصرة السودان والذي يقوده مركز فكرة للدراسات والتنمية والمعروف بولائه المطلق للجيش السوداني، رفقة المثيرة للجدل هالة الكارب المديرة منظمة نساء القرن الافريقي (صيحة) وآخرون .
ووضعت صحيفة(عين الحقيقة) يدها على كافة الوثائق والمستندات التي تثبت كل هذه الوقائع، وسنقوم بكشفها للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي ، بعد أن حولت منظمات المجتمع المدني لواجهة من واجهات النظام ومغذية للحرب وخطاب الكراهية والتمييز ومجرد صدى للسلاح إلا المخلصون من أبناء الشعب سيغلقون هذه الصفحة المشوهة بصفحات مجتمع مدني جديد تتماشى مع تطلعات السودانيين لبناء وطن ديمقراطي حر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.