مبادرات عودة السودانيين للوطن .. تحديات في طريق العودة الطوعية

الخرطوم – عين الحقيقة

مع تطورات الاوضاع العسكرية في السودان أعلنت في دول اللجوء (مصر و لييبا) عن مبادرات للعودة الطوعية لللاجئين السودانيين، وبدأت عشرات الرحلات البرية تتحرك من مصر متجهة الي الوطن ، تقل الالاف من اللاجئين ، وفي ليبيا الجارة التي فر إليها أكثر من (200) ألف لاجيئ أعلنت السفارة هناك عن عودة طوعية عبر مبادرة من الجالية السودانية، وبحسب منظمو المبادرة إنها تأتي في إطار الجهود المبذولة ومبادرة الجالية في المساهمة الفعالة في عودة اللاجئين السودانيين وضمان وصولهم للوطن بسلام عقب ما أسماها بانتصارات القوات المسلحة وتحرير كامل ولاية الخرطوم.

وبدأت السفارة في طرابلس حصر أولي لللاجئين الراغبين في العودة للوطن، وطالبت السودانيين الراغبين فى العودة الإسراع بالتسجيل، فيما تدفع تعقيدات الوضع الانساني الذي يعيشه اللاجئين في الخارج الى التفكير باستمرار في العودة الاضطرارية الى بلادهم بالرغم من غياب الأمن والخدمات، وتسعي الحكومة السودانية في تشجيع العودة الطوعية برسم واقع مخالف للذي تعيشه مناطق سيطرة الجيش، حيث تنعدم الخدمات والحريات، وأسكتت كافة الاصوات المناوئة للحرب وعودة الاسلاميين الى المشهد.

وظل حُلم العودة الى الوطن يراود جميع لللاجئين السودانيين الذين لجأوا الى دول الجوار عقب اشتعال الحرب في السودان لكن الواقع بالداخل خلاف توقعاتهم خاصة في مناطق سيطرة الجيش، إذ هناك انعدام تام للأمن، فضلا عن حوادث النهب والسرقات التي يتعرض لها المواطنين من قبل المستنفرين والكتائب الموالية للجيش، ولذلك خيار العودة الى الوطن ما زال مؤجلا لدي الكثير من اللاجئين خاصة في دول لييبا وأوغندا، وتشير الاحصاءات الي ان عدد اللاجئين في لييبا بلغ أكثر من (200 ) ألف، وفي أوغندا تجاوز عدددهم (60 ) ألف لاجئ.

وبالرغم من إعلان السلطات في بورتسودان عن العودة الطوعية الآ ان المواطنيين يخشون العودة الي بلادهم، خاصة وإن الحرب لم تتوقف بعد، كما ان المناطق التي توقفت بها الاشتباكات وانسحبت منها قوات الدعم السـريع مثل ولاية الخرطوم تعاني اوضاعا امنية خطيرة ويتعرض المقيمين هنالك لانتهاكات من القوات المسلحة ومن قبل الكتائب الاسلامية المتحالفة مع، ووفقا لتقارير ان الالاف فروا من الخرطوم تزامنا مع انحساب الدعم السـريع منها في الأيام الماضية، خشية من ان يتعرضوا للانتهاكات بتهم التعاون مع الدعم السـريع.

ويبدو ان الحال يجيب عن السؤال ومدى استجابة اللاجئين الى نداءات العودة الطوعية مع استمرار الحرب في السودان، حيث في لييبا ما يزال يتدفق مئات السودانيين يومياً الي ليبيا عبر بلدة الكفرة الحدودية، ويؤكد عميد بلدية الكفرة عبد الرحمن عقوب، أن وتيرة تدفق السودانيين عبر الحدود ما تزال مرتفعة، مُقدّرًا عدد الوافدين بنحو (500 ) شخص يوميًا، وهو ما يعقّد فرص إعادتهم إلى بلدهم في الوقت الراهن.

وأشار عقوب، في تصريح لصحيفة (الشرق الأوسط) إلى أن ازدياد أعداد الوافدين يُعيق جهود حصرهم بدقة، خاصة في ظل اتساع الحدود البرية بين ليبيا والسودان، موضحًا أن الوافدين يتجهون من الكفرة إلى طرابلس والمدن المجاورة في المنطقة الغربية، أو إلى بنغازي وما يجاورها من مناطق، ونوّه عقوب إلى أن هذه الأعداد تُشكّل ضغطًا متزايدًا على بلدية الكفرة، التي تعاني من محدودية في الإمكانات، وضعف في المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية، خاصة منذ بداية العام الحالي.

وفي ذات في السياق يقول الناطق باسم بلدية الكفرة الليبية ،عبد الله سليمان، إن المجتمع المحلي يرحب باللاجئين السودانيين، ولا يكنّ لهم أي عداء، لكنه أقر في الو قت نفسه بوجود ضغوط قاسية على المرافق الخدمية في المدينة، مثل الكهرباء، والصرف الصحي، والمستشفيات، وأوضح سليمان أن الوضع الإنساني للنازحين السودانيين صعب، مشيرًا إلى مبادرات أطلقها أهالي المدينة والمجتمع المدني للمساعدة، إضافة إلى استجابات من منظمات دولية.

وذكر عبدالله سليمان أن المنظمات من بينها “منظمة الأغذية العالمية”، و”الهجرة الدولية”، و”اليونيسف”، مشيدًا بما قُدم، لكنه انتقد الأمم المتحدة، معتبرًا أن “المساعدات غير كافية” وقال سليمان إن مدينة الكفرة التي كان عدد سكانها نحو (60) ألف نسمة قبل موجة النزوح، تواجه ضغوطًا غير مسبوقة، داعيًا إلى دعم المؤسسات الخدمية وتقديم المساعدة للاجئين والمجتمع المضيف بناء على تقييم واقعي للاحتياجات، لا على الاجتهادات.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.