لا سيادة للسودان فى ظل بقايا الإستعمار !!

كنديرة 

لن نستطيع أن نحافظ على أمننا القومى ونصون سيادتنا الوطنية بذات الأدوات والأداء القديم لنخبة 56 !
فإذا كانت النخبة نفسها صنيعة المستعمر وأداه من أدواته لإدارة مستعمرة السودان منذ أن قام بإنشاء مدرسة غردون فكلية غردون وكان الهدف هو تخريج موظفين وكتبة فى جمع الأتاوات وإدارة شئون المستعمرة ، وفى الجانب الآخر فإن نفس جيش كتشنر الذى غزا به السودان لإسقاط الدولة المهدية هو نفسه أتى من بقايا جيش البازنقر الذى تأسس على آيدى الإستعمار الخديوي لمحمد على باشا والذى كان أساسه من العبيد المحررين من زرائب الرقيق وكانوا يقومون فى الأول بحراسة بنى جلدتهم فى زرائب الرقيق وتأمين طرق تصديرهم الى مصر الخديوي وصولآ الى سوق نخاسة العبيد وقتئذ !
كما كانوا عماد جيش الخديوية بالسودان ، وعند قيام الثورة المهدية وايقاع الهزيمة بالإستعمار التركى تقهقر الجزء الأكبر منهم وذهب الى مصر ثم عادوا مرة أخرى مع حملة كتشنر ، وللأسف نفس هذا الجيش قد خلفه المستعمر بعد الجلاء كجيش للسودان مع من خلف من طبقة الأفندية كقادة وطنيين !
_ وفاقد الشئ لا يعطيه !
ولذلك فشلت النخبة السياسية والعسكرية فى إدارة الدولة السودانية وكما أن النهر لا يغير مجراه والتاريخ لا يغير مساره فقد ظل أداء هؤلاء الأقزام وعلى الدوام يصب لصالح الخارج ولصالح السيد فى شمال الوادى !
فهل يعقل أن يقوم أى إنسان حر بإغراق تاريخه الوطنى وحضارته والتنازل عن حدوده وحصته فى المياه واستخداماتها لصالح دولة أخرى مهما كانت علاقته بها !
كما جرى فى اتفاقية مياه النيل واغراق حلفا والتخلى عن أرض النوبة لإقامة السد العالى التى وقعها بالإنابة عن السودان الجنرال عبود مع جمال عبد الناصر ! تلك كانت بداية الخيانة الوطنية لجيش البازنقر ونخبة التيه والضياع !
ثم توالت الخيبات الوطنية بأيدي خلفة وبقايا الإستعمار العسكريين منهم والمدنيين، فالحروب الأهلية المفتعلة خيانة ، والفشل فى بناء نهضة اقتصادية واجتماعية وسياسية خيانة ، والجبن والتفريط عن حماية حدود الوطن فى حلايب وشلاتين وابورماد وبغض النظر عن مقايضة بيعها فإرتكاب جريمة ارهابية بإسم الوطن تفضى الى مقايضة الأرض مقابل عدم الملاحقة انكأ وافظع من الجريمة نفسها،
فعصابة دويلة 56 واصلت السقوط بمتوالية هندسية وهى تمارس لعبة تبادل كراسى سلطة العمالة والإرتزاق فما أن سقط نظام تافه حتى خلفه نظام أحط عسكريآ كان أو مدنيآ وكأنما يتنافسون فى إذلال الشعوب السودانية وتدمير الوطن وهم كذلك بالفعل !
حتى باتت كلمة يا حليل فلان الفلانى فى إشارة للنظام السابق لمن هو كائن هى لسان حال السودانيين !
وهى مفردة تعكس مدى البؤس وسوء الحال الذى أوصلتنا له نخبة التيه والضياع ،
فحركة التاريخ البشرية تصاعدية فيما يتعلق بالتقدم والإزدهار الحضارى على مستوى العالم بينما حظنا فى السودان صفرآ كبير بسبب العصابة المرذولة وكأننا نسير عكس عقارب الزمن !
حتى وصلنا الى الدرك الأسفل فى ظل قيادة الخيبان البرهان وعصابة أراذل الإخوان وفيه فقدنا تمامآ أى معنى من معانى العزة والسيادة واصبحنا تحت الإنتداب الخديوي من جديد !
و فى حرائق حرب الكرامة تم تدمير البنية التحتية المتهالكة ، وتدمير الصناعات الرأسمالية الطفيلية فى بحرى و
ام درمان وانفتحت ابواب تهريب الموارد السودانية على مصراعيها بما فى ذلك الذهب فى الشمال الذى تستولى عليه جارة السوء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر شركات تتبع لإقطاعي وجنرالات جيش البازنقر الذى يدين بالولاء التام للخديوية الحديثة !
كما تعطلت المشاريع الزراعية المروية وبذلك قد تخلت عصابة البرهان عن القليل المستخدم من حصة السودان فى مياه النيل !
كما عملت عصابة البرهان ومع سبق الإصرار والترصد على تقسيم الوطن ، من خلال سن قانون الوجوه الغريبة ، ومنع الأغلبية فى غرب السودان من الأوراق الثبوتية ، وايقاف خدمات التعليم والصحة والكهرباء والمياه ، وتدمير كل سبل الحياة الممكنة فى المناطق التى اطلقوا عليها مناطق حواضن التمرد !
فضلآ عن اسقاط البراميل المتفجرة والأسلحة المحرمة على رؤوس السكان فى تلك البقاع،
وهى لعمرى حرب إبادة جماعية غير مسبوقة !
وهذه أحط مرحلة من الخيانة والنذالة فى تاريخ عصابة 56 وهكذا ديدن العصابة الذين فى كل عهد يرذلون !

_ وما بني على باطل فهو باطل !
فالشعوب السودانية التى اكتوت بنار العصابة وتعرضت لكل انواع الإبادات الممنهجة قد صحت على فاجعة مأسآة الخامس عشر من ابريل واكتشفت أنها كانت تعيش فى وهم كبير تم خداعها به طيلة العهود المظلمة باسم الوطن والقومية الزائفة ،
لتجد نفسها أمام إستعمار بغيض لا يقل فظاعة عم
قاومه اسلافنا فى المهدية ،
وكما يقول المثل فالتركى ولا المتورك ، فعبيد
وخلفة المستعمر أخطر من أسيادهم وما فعله هؤلاء بالوطن وفى هذه الحرب من فظائع يفوق آلاف المرات ما فعله الإستعمار التركى والإنجليزى مجتمعآ وإزاء هذه المأسآة ليس أمام شعوبنا لإستعادة كرامتها وسيادتها الوطنية سوى الإنتظام فى صفوف التحالف الثورى لقوى تأسيس السودان والعمل الجاد فى انجاح تأسيس الدولة وبناء مؤسساتها المدنية والعسكرية بما يتوافق مع توق الشعوب السودانية الثائرة ويعبر عن تبايناتها الإثنية والجغرافية على السواء !
فعصابة 56 وفى نسختها الإرهابية الأخيرة قد دمرت ما تبقى من وطن ولا سبيل أمام شعوبنا سوى الإجهاز على العصابة الساقطة وتدمير مخلفاتها المعدية وتأسيس الوطن على انقاضها !

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.