عواصف صيفية تضرب بورتسودان، ودبلوماسي أمريكي يتوقع انهيار وشيك للتحالف الهش.

بورتسودان – عين الحقيقة

بدأت الزوابع تعصف بتحالف بورتسودان، الذي يدير الحرب في السودان، وبدأت مؤشرات الانهيار الوشيك تلوح في الأفق عقب تقاطع المصالح بين الشركاء الذين تشكلوا في أعقاب حرب 15 – أبريل في مسعى منهم للانتصار ومن ثم الظفر بحكم البلاد مع استبعاد القوى السياسية التي اتخذت موقفاً مناهضاً للحرب.

وعلى وقع ضربات المسيرات التي أحدثت تصدعاً في التحالف خلال الأيام الماضية، طفحت خلافات كبيرة بين مكونات التحالف الهش، إذ أبدي عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول شمس الدين كباشي تخوفه من انتشار الأسلحة وتأثير الحرب على المجمتع، الأمر الذي دفع بقائد كتيبة البراء بن مالك إلى الرد العلني مهدداً أنه لا توجد قوة في الأرض تستطيع الوقوف أمامهم، وهذا ما جعل سلطة بورتسودان تتخذ قراراً سريعاً بمنع توزيع السلاح، بدوره وجه المصباح حديث ناقداً للجان المقاومة المستنفرين وسط الجيش الذين عبروا عن حنقهم من حديث البرهان الأخيرة “المجد للبندقية”.

خلافات مستترة يشهدها التحالف بين حركات دارفور الممثلة في القوات المشتركة، حيث وصل الأمر إلى أن يصدر الجيش قرارا بمنع التجنيد في صفوف الحركات المسلحة

ومن جانب أخر ثمة خلافات مستترة يشهدها التحالف بين حركات دارفور الممثلة في القوات المشتركة، حيث وصل الأمر إلى أن يصدر الجيش قرارا بمنع التجنيد في صفوف الحركات المسلحة.

وبينما تتعرض القوات المشتركة لهزائم ميدانية متواصلة، تتعرض لمزيد من الإنتقادات والشكوك في موقفها في الحرب وحماية الولايات الشمالية، وكانت قد سرت معلومات عن سحب المشتركة قواتهم من الولاية الشمالية بسبب خلافات مع الجيش.

كاميرون هدسون: التحالف الذي تقوده القوات المسلحة السودانية ليس موحداً..

الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هدسون، صرح مؤخراً بأن التحالف الذي تقوده القوات المسلحة السودانية ليس موحدا ولا قادرا على تحقيق الاستقرار في البلاد.

ووصفه هدسون بأنه تحالف هش منسوج بشكل فضفاض من المليشيات المسلحة والجماعات القبلية والفصائل الإسلامية والانتهازيين السياسيين وهو تحالف مدفوع بشكل أساسي بالمصالح وليس القناعة والطموح بدلاً عن الوحدة وبعيداً عن الحفاظ على تماسك السودان فهو يعمل على تسريع تفتيته.

وفي ذات السياق أكد المحلل السياسي المنتمي لشرق السودان محمد الهادي، أن بورتسودان مقبلة على صيف سياسي حار، مشيرا إلى أن بورتسودان تشهد تحركات غير معلنة تعكس تصاعد حدة الصراعات داخل معسكر السلطة هناك، في مشهد ينذر بتغيرات جوهرية في خريطة التحالفات العسكرية والسياسية، بمدينة بورتسودان، التي أصبحت معقل السلطة المؤقت في السودان، لتشهد صيفاً ساخناً يعكس عمق الخلافات المتراكمة داخل التحالف العسكري الإسلامي.

ويقول محمد الهادي “بينما كانت بوادر الانشقاق تتشكل في صمت، فإن الساحة الآن تبدو مهيأة لانفجار قد يعيد رسم موازين القوى داخل المؤسسة العسكرية وبينها وبين الإسلاميين الذين باتوا لاعباً أساسياً في إدارة المشهد السياسي والعسكري”.

وأكد محمد الهادي تزايد حدة التوتر في الفترة الأخيرة بين رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وعضو المجلس الفريق أول شمس الدين كباشي، حتى وصلت إلى مستوى غير مسبوق من التصعيد.

محلل سياسي: رغم تضارب الأنباء خلال الأيام الأخيرة بشأن مغادرة الكباشي لمقر إقامته الرسمي في بورتسودان، إلا أن المؤكد أن العلاقة بين الرجلين باتت في نقطة اللاعودة

واضاف المحلل السياسي “رغم تضارب الأنباء خلال الأيام الأخيرة بشأن مغادرة الكباشي لمقر إقامته الرسمي في بورتسودان، إلا أن المؤكد أن العلاقة بين الرجلين باتت في نقطة اللاعودة.

ويؤكد محمد الهادي أن جذور التوتر في سلطة بورتسودان تعود إلى موقف الكباشي – مدعوماً من الفريق ياسر العطا – الرافض لاتفاق جدة النهائي، والذي كان سيوفر مخرجاً آمناً للبرهان دون أن يشمل باقي قيادات المؤسسة العسكرية، وهذا الرفض الذي بدأ واضحا في نوفمبر ٢٠٢٣، لم يكن اعتراضاً عابراً، بل شكل نقطة تحول دفعت الفريق كباشي إلى تعبئة الضباط وكسب دعم الإسلاميين لإحباط عملية التوقيع على الاتفاق النهائي، وهو ما أدى إلى إغلاق الطريق أمام البرهان نحو تسوية سياسية محتملة.

ويشير محمد الهادي إلى أن الأمر الذي زاد المشهد تعقيداً مع ظهور “المقاومة الشعبية” كلاعب رئيس في الحرب، وهي تشكيل مسلح يبدو أنه صُمم ليكون قوة رديفة للجيش، لكنه في الواقع يشكل بديلاً قد يضعف سيطرة المؤسسة العسكرية على إدارة الحرب، فجاءت تصريحات الكباشي الأخيرة التي حذر فيها من خطورة هذا الكيان لتكشف عن صدام جديد بينه وبين الإسلاميين الذين يسعون لتعزيز نفوذهم عبر تلك التشكيلات الموازية، وقد عمّق ذلك الخلافات بين الطرفين.

ويؤكد الهادي أنه في شهر ديسمبر الماضي شهدت مدينة بورتسودان سلسلة اجتماعات جمعت الإسلاميين مع قيادات في الجيش لمناقشة القرارات المصيرية المتعلقة بالحرب ضد الدعم السريع، وهذه الاجتماعات كشفت التوتر المتزايد بين الجانبين، خصوصاً مع رغبة بعض القيادات العسكرية في إنهاء الحرب، وهذا ما يتناقض مع موقف الإسلاميين الذين يرون في استمرار النزاع فرصة لترسيخ أجندتهم السياسية واستعادة السلطة.

ويقول محمد الهادي أنه في ذات السياق لم تكن المبادرة التركية لإنهاء الحرب بعيدة عن دائرة الصراع الداخلي لتحالف بورتسودان، حيث أبدى البرهان قبولاً مبدئياً بها، في خطوة اعتبرها الإسلاميون تهديداً مباشراً لنفوذهم، وهذا التباين في المواقف فاقم من حالة التجاذب بين الطرفين، ما يجعل مستقبل التحالف بين العسكريين والإسلاميين على المحك.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن بورتسودان ستشهد صيفاً حاسماً قد يحدد شكل التحالفات السياسية والعسكرية في السودان، فمع تزايد الخلافات داخل المؤسسة العسكرية وتصاعد التوتر بين الجيش والإسلاميين، تتكشف عدة سيناريوهات، أبرزها إعادة ترتيب مراكز القوى، أو انفجار صراع داخلي قد يعيد تشكيل المشهد بالكامل.

وفي ذات المنحى أكد المستشار بقوات الدعم السريع عمران عبدالله ان انهيار عصابة “بورتكيزان” حسب قوله – بات وشيكا، وقال إن كل المؤشرات تؤكد أن اللحظة الحاسمة قد اقتربت، وأن سقوط طغمة الظلم أصبح وقتا لا غير. واضاف “فقد حقق الأشاوس الأبطال انتصارات عظيمة في ميادين القتال المختلفة، بجانب الغنائم والعتاد الذي تم الاستيلاء عليه من العدو في عدة محاور (النيل الأزرق، كردفان، الصحراء، الفاشر)، حيث نفذت بعض العمليات بدون قتال على الإطلاق!، كما تم تحرير عدد كبير من المدن الاستراتيجية المهمة، وعلى رأسها مدينة (النهود)، التي استُقبلت أبوابها بالفرح، واستقبلت أفواجا من أبناء الشعب للانضمام إلى جبهة الدعم السريع.

عمران: الاحتفالات ما زالت تتواصل في البلاد بمناسبة ميلاد وتأسيس هذا الكيان، في مشهد يعكس وحدة الجماهير وإصرارها على استعادة الحق

وأشار المستشار عمران إلي تمكن الأبطال من إحباط آخر مخططات الكيزان، بعد القبض على العناصر المتطرفة التي تنشط في ضرب استقرار المجتمعات، وبحوزتهم أخطر المستندات والمعلومات التي تكشف حجم المؤامرة.

ونوه إلى أن الاحتفالات ما زالت تتواصل في البلاد بمناسبة ميلاد وتأسيس هذا الكيان، في مشهد يعكس وحدة الجماهير وإصرارها على استعادة الحق، واستعادة البلاد من قبضة الظلام.

واضاف ” كما كانت الضربات الموجعة التي تلقاها الفلول بالطائرات المسيرة التي دكت معاقلهم وكانت سببا في إدخال الرعب والخوف في قلوبهم، وأسهمت بشكل كبير في تزايد وتيرة الأحداث، وتسريع تطورها، حتى أربكت المتابعين والكتاب والقراء على حد سواء، في متابعة التحولات وتحليلها.

ويمضي المستشار عمران عبد الله قائلا “وفي ظل تشظي تحالف بورسودان والخلافات الداخلية التي عصفت به، وانحياز بعض شرفاء الجيش إلى دعم جبهة الدعم السريع، فإن المشهد يؤكد أن لحظة الانهيار الكلي لدولة الظلم باتت وشيكة، وأن مصير أعضاء الحركة الإسلامية الذين كانوا يدعمون إيقاف الحرب يظل مجهولا، بينما يهرب البعض منهم، ويُقدم آخرون للمحاكم العادلة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.