منطقة “جبل مرة”..حوجة إنسانية عاجلة

نيرتتي - عين الحقيقة

منطقة جبل مرة عبارة عن رقعة جغرافية واسعة ذات أهمية إستراتيجية لما تتمتع به من موارد طبيعية وبشرية تسهم في تطوير ودعم الاقتصاد الوطني.

إداريا تقسم جبل مرة إلى عدد من المحليات، يقع اغلبها في ولاية وسط دارفور، وتشمل محليات شمال ووسط وغرب جبل مرة، أما محلية شرق جبل مرة فتتبع لولاية جنوب دارفور.

ولسؤ طالع هذه المنطقة المهمة فقد ابتليت وإنسانها بالحرب على مدى عقود من الزمان، مما جعلها تعيش في حرب مستمر أو حالة اللا حرب واللا سلام!

ومنذ إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل بين الدعم السريع والجيش في السودان، ظلت منطقة جبل مرة الواقع معظمها تحت سيطرة حركة جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور، تتمتع باستقرار نسبي في الأمن والسلام والخدمات الا انها وعلى الرغم من ذلك تعاني وتتأثر بما جرى في البلاد بصفة عامة والولايات المجاورة لها بصفة خاصة.

وقفت صحيفة (عين الحقيقة) على الظروف والأوضاع العامة والأمن والإستقرار الذي تشهده المنطقة وماينقصها أو ماتحتاجه من دعم لترقية الخدمات والمشروعات والبنى التحتية في منطقة جبل مرة.

مصادر أمنية لـ(عين الحقيقة): منطقة جبل مرة تعد الأكثر امنا مقارنة بما حولها..

الأمن اولاً:

وفي السياق افادت مصادر أمنية (عين الحقيقة) ان منطقة جبل تعد الأكثر امنا مقارنة بما حولها.

ظاهرة غريبة:

وكشفت مصادر موثوقة أن قوات الدعم السريع تمكنت من تحرير (5) موظفين تابعين لمنظمة (هاندي كاب) الفرنسية تم اختطافهم من قبل مسلحين مجهولين الثلاثاء الماضي بمنطقة (خور رملة) بولاية وسط دارفور.

وبحسب المصادر فإن(2) من المختطفين فرنسيين وثلاثة سودانيين من بينهم ابن ناظر قبيلة (البني حسين) كانوا في طريقهم من مدينة (الجنينة) إلى (نيرتتي) بولاية وسط دارفور.

وقالت المصادر أن قوة من الدعم السريع تتبعت أثر الخاطفين وتمكنت من تحرير الرهائن بكامل صحتهم وجرى نقلهم جميعًا أمس الخميس إلى مدينة زالنجي واشارت المصادر إلى أن الخاطفين قاموا بإخفاء المختطفين في منطقة جبلية وفور توفر المعلومة داهمت القوات الموقع وتمكنت من استعادتهم.

الخدمات الصحية :

وتعاني منطقة جبل مرة بصفة عامة من مشكلات صحية عديدة وانتشار الأمراض الوبائية كالحصبة والكوليرا وغيرها.

وشهدت منطقة دربات شرق جبل حادثة مأساوية نتيجة لتدهور الخدمات الصحية، موت الاجنة في ارحام أمهاتهم، بسبب نقص الخدمات الصحية وانعدام الرعاية الصحية الأولية، وتبين حال نفيسة موسى حسن (25 عامًا)، بعد تعذّر إسعافها بسبب نقص الخدمات الطبية والكوادر الطبية والتجهيزات صورة واضحة على تدهور الأوضاع الصحية بالمنطقة.

وقدمت المنظمات الدولية العاملة في مجال الحقل الصحي دعما مقدرا من اللقاحات والأدوية للسكان للتخفيف من هذا الخطر المهدد لحياة الناس في جبل مرة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة”يونسيف” إنه ومع ارتفاع تفشي الكوليرا المميتة، سلمت اليونيسف 100 مجموعة من أدوات الإسهال المائي الحاد إلى منظمة أطباء بلا حدود MSF وشركاء آخرين في ولايات دارفور لزيادة الاستجابة. وأشارت المنظمة إلى أن مجموعات الإنقاذ هذه ستدعم مركزين لعلاج الكوليرا وإدارة الحالات التي لا يقل عن 10000 شخص في الإقليم.

الامطار الغزيرة تسببت في محلية غرب جبل مرة من تدمير عدد كبير من المنازل في قرى ودمر وفرقان منطقة غرب الجبل..

الوضع الإنساني :

إنسانيا وزعت غرفة طوارئ نيرتتي بحي إسترينا السلة الغذائية لعدد 200 أسرة من النازحين و المجتمع المستضيف بدعم من مجلس تنسيق غرف جبل مرة -طوبلة
إحتوت السلة الغذائية على عيش دخن وعدس وزيت وسكر، وتم التنفيذ بمراكز الإيواء، مدرسة الغربية الأساسية ومركز إيواء نازحين الفاشر وزمزم و المناطق والمجتمع المستضيف وكانت غرفة طوارئ دائرة نيرتتي (حي استرينا) قد اعلنت إستلامها في وقت سابق مبلغ قدره 10,400,000 جنيه سوداني عبارة عن منحة مقدمة من منظمة المجلس الدنماركي للاجئين D R C لتنفيذ المطبخ الجماعي المشترك لعدد 100 أسرة لمدة 26 يوم للنازحين الفارين من الفاشر ومعسكراتها بمركز إيواء بمدرسة الغربية الأساسية.

كوارث طبيعية:

تسببت الامطار الغزيرة في محلية غرب جبل مرة من تدمير عدد كبير من المنازل في قرى ودمر وفرقان منطقة غرب الجبل ما ضاعف ذلك معاناة المواطنين، والذين عبر عدد منهم عن حوجتهم للدعم والمساعدات الإنسانية من أجل إيجاد المأوي ومواجهة فصل الخريف.

وأكدت تقارير صحفية أن النازحين، الفارين من الحرب إلى منطقة قولو بوسط جبل مرة، يواجهون أوضاعًا إنسانية مأساوية مع بداية موسم الأمطار، حيث يقطنون في مساكن بدائية . وقد أدت الأمطار الغزيرة الايام الماضية إلى تلف ممتلكاتهم وزيادة المخاطر الصحية، في ظل نقص حاد في المشمعات وغياب الدعم الإنساني العاجل. وتناشد الأسر المتضررة المنظمات الإنسانية للتدخل السريع وتوفير مستلزمات الإيواء والوقاية. تأتي هذه المعاناة امتدادًا لأزمة النزوح المستمرة بدارفور نتيجة النزاعات وتدهور الأوضاع الأمنية، ما يزيد الضغط على مراكز الإيواء غير المجهزة.

مواطن: منطقة جبل مرة تفتقد لمشروعات البنى التحتية، لاسيما الطرق والجسور، إذ لايوجد ولاطريق معبد واحد، حتى وسائل النقل ذات طابع بدائي اللواري والدواب..

التعليم في وضع اليم:

وإستضافت مدينة نيرتتي حاضرة محلية غرب جبل مرة، إمتحانات كليات الصحة والزراعة التابعة لجامعة زالنجي وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، تحت إشراف إدارة جامعة زالنجي وإدارة التعليم بالسلطة المدنية.

أما المراحل التعليمية المختلفة فقد بذلت السلطة المدنية الموالية لحركة جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور، جهودا مكثفة من أجل إستقرار واستمرار العملية التعليمية في المنطقة.

وفي السياق يقول أحد سكان المنطقة إن منطقة جبل مرة تفتقد لمشروعات البنى التحتية، لاسيما الطرق والجسور، إذ لايوجد ولاطريق معبد واحد، حتى وسائل النقل ذات طابع بدائي اللواري والدواب تحمل البضائع والمحاصيل والفواكه من أعلى إلى أسفل الجبل لتباع في أسواق ولاية وسط دارفور، ونيالا بجنوب دارفور.

وشهدت محلية شرق جبل مرة مدينة دربات تدشين النفائر الشعبية لنظافة طريق ديرة – دربات شرق جبل مرة بمبادرة من فيدرالية كارو التابعة للسلطة المدنية بمناطق سيطرة حركة جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور.

ويأتي هذا التحرك الشعبي في توقيت بالغ الأهمية، حيث يشهد الإقليم دخول فصل الخريف بما يحمله من أمطار غزيرة تؤثر بشكل مباشر على شبكة الطرق الترابية، وتعيق حركة المواطنين، مناطق جبل مرة.

فيما أنشأت السلطة المدنية بدائرة طويلة، يوم الأحد 22 يونيو 2025م، سوقًا جديدًا داخل معسكر “دبة نايرة” ، في خطوة تهدف إلى تلبية احتياجات النازحين المتزايدة وتخفيف معاناتهم مع دخول فصل الخريف.

إعلام السلطة المدنية بدائرة طويلة: تعاني مدينة طويلة من صعوبات حركية متكررة خلال موسم الأمطار، نتيجة للوادي الذي يفصل شمال المدينة عن جنوبها..

الأوضاع في طويلة:

وعلى حسب إعلام (السلطة المدنية بدائرة طويلة) تعاني مدينة طويلة من صعوبات حركية متكررة خلال موسم الأمطار، نتيجة للوادي الذي يفصل شمال المدينة عن جنوبها، حيث فشلت الجسور التقليدية القائمة في الصمود أمام السيول.

وزادت الأوضاع تعقيدًا بعد تضاعف عدد السكان نتيجة لتدفق النازحين مؤخرًا، ما دفع السلطة المدنية إلى اتخاذ قرار بإنشاء سوق جديد في قلب معسكر دبة نايرة.

ويذكر ان هذا السوق سيقدم خدمة للمواطنين ويكفيهم شر التحرك من وإلى السوق ومخاطر قطع الوادي.
عموما تلك أبرز ملامح الواقع المعيش في منطقة جبل مرة وماحولها، الإنسان إحتياجاته، الضرورية والخدمية، الأمن والصحة والتعليم، ومشروعات البنية التحتية، عطفا الحوجة الماسة للتدخل الإنساني وتقديم الدعم اللازم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.