قال إن الحق سينتصر.. رسائل للسلام والوحدة في خطاب حميدتي

إبراهيم مطر

“يا سلاااام ياخ”، قال أحد جنود قوات الدعم السريع المجتمعين لاستقبال القائد حال تبينه ملامح “حميدتي” وسط الجموع، ما يشي بارتياحه النفسي الكبير لرؤيته. وهو ما يشعر به الملايين من غمار الناس في تلك البوادي التي خبرته في السلم والحرب، واعترفت له بنقاء الدواخل وصدق المقال، وهو يقود ثورة المهمشين من أجل الحريات والحقوق والعدالة والسلام، شعارات ديسمبر الخالدة، مهما تنكر لها المتنكرون.

وعلى قلة ما ألقى من خطابات جماهيرية خلال سنوات الحرب، كان خطاب “حميدتي” والذي ألقاه أمس الأحد الموافق للثاني والعشرين من يونيو الجاري ذو أهمية خاصة، سواءً من حيث التوقيت أو المضمون.

فمن حيث التوقيت جاء الخطاب بعد أن قنع “إخوان الشياطين” من المعركة بولايات الشرق والشمال بالإضافة للجزيرة والخرطوم، وانصرفوا لتقاسم السلطة والثروة وبيع الأراضي والمقدرات، ما أوجد شقاقاً كبيراً بينهم، وصار تحالف بورتسودان إلى التحلل بعد أن أعلن الإخوان عن نهاية الحرب بالنسبة لهم، معتبرين ما تبقى من السودان “دار حرب” بحكم الأمر الواقع، لا يهمهم ما يحدث فيه كثيراً، بعد أن دانت لهم السلطة فيما سواه، وبالتالي فهم يشيرون سراً وعلانية بين حين وآخر لاستغنائهم عن مليشيات “القوات المشتركة” التي بدأت بالتذمر، فخرج خلافهم للعلن، ونُشرت محاضر اجتماعاتهم على الوسائط، ما يُنذر بانهيار التحالف الهش، والشواهد كثيرة.

وأما من حيث المضمون فقد تضمن الخطاب والذي ألقاه حميدتي وسط عشرات الآلاف من جنوده رسائلاً مهمة، أولها أن دعوته للسلام تأتي من موقف قدرة وقوة لا عن ضعف واسستسلام، فقال: “نحن ندافع عن أنفسنا ومن مات دون ماله أو عرضه فهو شهيد شهادة حقة”، وأضاف: “لسنا دعاة حرب، بل نحن دعاة سلام. إننا نفقد فلذات أكبادنا وأعز ما نملك في هذه الحرب فكيف نكون من دعاة استمرارها؟ وبالمقابل ما الذي يخسره البرهان، أو علي كرتي، أو أسامة عبدالله حال استمرار الحرب؟”

واحتشد الخطاب بالرسائل منها ما هو موجه لقواته ومنها ما هو موجه لعموم السودانيين، بالإضافة إلى رسائل وجهها للخارج وحملت في مضامينها تطمينات لدول الجوار، خاصة في المثلث الحدودي الذي قال إن سيطرة قواته عليه “لن تكون بأي حال من الأحوال مصدر ضرر لجيرانه”، مؤكداً حقه في تأمين حدود بلاده، مع احترام حدود الدول المجاورة.

وأشار “حميدتي” إلى العلاقة المتوترة بينه وبين مصر، كاشفاً أن داعمي الحرب من جماعة الحركة الإسلامية في بورتسودان، عملوا على تسميم تلك العلاقة سراً، مثلما فعلوا مع العلاقة بين الدعم السريع و”جنوب السودان”، وكذلك مع “تشاد”، و”أفريقيا الوسطى”، والتي قامت الحركة الإسلامية بتكوين قوة مقاتلة من المرتزقة فيها، بقيادة الإخواني المجرم “شكرت الله”، قبل أن تلقي قوات الدعم السريع القبض عليه، وتفشل مساعي الدواعش في تغيير النظام في أفريقيا الوسطى بالقوة لصالح التنظيم العالمي الإخواني.

وكشف قائد قوات الدعم السريع في خطابه عن حقيقة الحركة الإسلامية ووجدانها المعطوب، واعتمادها الغدر والخيانة والخسة والتربص والتلبيس والتدليس وشراء الذمم، وشبههم بإبليس اللعين، في إشارة لإستحالة الوثوق بهم.

وتحدث حميدتي بمسؤولية كبيرة عن اللاجئين والنازحين في مناطق سيطرة قواته، عن مئات الآلاف الذين دفع بهم “قانون الوجوه الغريبة” الإخواني لولايات كردفان ودارفور، فأبدى اهتماماً بأمرهم، ووعدهم بوصول الإغاثة لهم، مبشراً بخريف ناعم يغني أهل تلك الديار عن انتظار المساعدات.

وكشف “دقلو” عن تأهيل عدد من السجون لإنهاء ظاهرة الشفشفة والسرقات قائلاً: “المجرم مكانه السجن”، مرسلاً تطمينات للسودانيين في ولايات الشرق والشمال بأن الدعم السريع لا يعادي سوى الدواعش إخوان الشياطين الذين أشعلوا الحرب والذين يعملون اليوم على استمرارها، ومؤكداً على وحدة السودان قائلاً: “لن نترك البحر لهم، ولا نمانع في أن نعيش معاً وفق أسس متفق عليها، تكفل الحقوق والمواطنة المتساوية للجميع”.

أثلج ظهور قائد قوات الدعم السريع المهيب وخطابه المسؤول، صدور الملايين من السودانيين الذين باتوا يتطلعون إليه كرمز وطني شجاع ورقم صعب في الساحة تجرأ على أن يقول لا في وجه من قالوا نعم، وأن ينحاز لجموع شعبه في مواجهة الدواعش، فغضب عليه إخوان الشياطين وجرذانهم، لكن حميدتي غلب خستهم بنبله الذي شهد بها العدو والصديق، وغلب أكاذيبهم بصدقه الساطع والبين في الأحرف والكلمات، بعد أن ألق عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون. ألا لعنة الله على إخوان الشياطين.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.