تجارة العملة في الحدود السودانية التشادية .. عودة الحياة وإنتعاش الحركة التجارية

الجنينة – عين الحقيقة

تعتبر مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور الواقعة على بعد (28) كلم من مدينة أدري التشادية، مركزا تجاريا مهما، ومحطة لاستيراد وتصدير السلع الغذائية والحيوانية من والي دولة تشاد، وبعد الحرب التي شهدتها الولاية بدأت هذه المدينة رويداً رويداً في التعافى، بعد أن شهدت حرب قبلية ذات بعد عسكري إندلعت في 24 – أبريل – 2023م خلفت أعداد كبيرة من الضحايا مابين قتلى وجرحى ونازحين ولاجئين.

وبدأت مؤشرات هذا التعافي في إنتعاش الحركة التجارية الحدودية والتي لعب فيها سوق (الكتكت) لتدوال العملات دوراً بارزاً في حركة تبديل العملات وتسهيل إنسياب عملية التحويلات المالية التي تعطلت كليا بعد توقف المصارف والبنوك بسبب الحرب، ويعتبر سوق (الكتكت) أحد أهم المواقع التي يقصدها التجار القادمين من ولايات دارفور وكردفان الى مدينة الجنينة لتبديل العملات السودانية الى الفرنك الافريقي قبل توجههم الى مدينة أدري لشراء المواد الغذائية والوقود والسلع الاخرى.

وبالنسبة للعملات فأن (الفرنك الوسط إفريقي أو فرنك س ف ا وسط إفريقيا) هو عملة كل من تشاد والكاميرون وجمهورية الكونغو وجمهورية إفريقيا الوسطى وغينيا الاستوائية والغابون أي أعضاء المجموعة الإقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، وتعادل قيمة الف فرنك 18الف جنيه سوداني.

وفي السياق قال رئيس الغرفة التجارية تجاني يوسف ان مدينة الجنينة أصبحت تغذي ولايات دارفور وبعض المناطق في كردفان بالسلع الغذائية والوقود ومواد البناء التي تدخل عبر البوابة الغربية، وأكد ان عملية شراء كل تلك السلع تتم في منطقة أدري التشادية بعملة – الفرنك الافريقي بعد أن يقوم التجار بتبديل العملات السودانية بالفرنك الافريقي الامر الذي يزيد الطلب عليه ويؤدي الى ارتفاعه مقابل الجنيه السوداني.

وفي صعيد متصل قال رئيس شعبة التحويلات المالية حامد إبيلح ان سعر الفرنك الافريقي مقابل العملات الاجنبية الاخرى مرتبط بالبورصات العالمية التي تعتمد على الدولار والذهب، وأكد حرصهم على إتباع كافة الاجراءات اللازمة في عملية تدوال العملات، مبينا ان العملات الاكثر تداولا في سوق (الكتكت) الجنيه السوداني والفرنك والدولار واليورو والدرهم الاماراتي والريال السعودي.

ولم تكن العلاقة بين حكومة ولاية غرب دارفور وشعبة التحويلات المالية في أحسن حالاتها في كثير من الاوقات حيث تتهم السلطات التنفيذية تجار العملة برفع قيمة الفرنك الافريقي مقابل الجنيه السوداني مما ينعكس سلبا على اسعار المواد الغذائية التي تأتي من دول الجوار عبر مدينة أدرى، وتصاعدت حدة الخلافات بينهما بعد ان رفض التجار التعامل بالعملات السودانية من فئتي المائة والمائتان جنيه.

وفي ذات المنحى أصدرت حكومة ولاية غرب دارفور في ديسمبر الماضى قراراً أكدت فيه ان العملات السودانية من فئتي المائة والمائتان جنيه عملات قانونية ومبرئة للذمة ولم يصدر من بنك السودان المركزي أي منشور يفيد بايقاف تداولها او التعامل معها عليه يمنع منعا باتا الامتناع عن استلامها، وكشفت جولة (عين الحقيقة) في أسواق مدينة الجنينة عن وفرة كبيرة للعملات النقدية السودانية والفرنك الافريقي ووجدت سعر التدوال اليوم السبت ألف فرنك تعادل 18.5الف جنيه سوداني، وأشار مراسل الصحيفة إلى ان نسبة عمولة التحويلات المالية من تطبيق بنكك الى عملات ورقية 10%.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.