اللاجئين السودانيين بتشاد .. واقع مُذري ومُستقبل مُظلم

الجنينة – عين الحقيقة

أجبرت الحرب التي اندلعت في 15 – أبريل بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في عدة مناطق بالسودان مئات الالف من الأسر الى مخيمات اللجوء شرقي تشاد بحثا عن الامان الذي افتقدوه بسبب تداعيات الحرب الحرب واتساع دائرتها، وبحسب إحصائيات رسمية تستضيف دولة تشاد اكثر من مليون ومائتي الف من اللاجئين السودانيين تم توزيعهم على أكثر من تسعة معسكرات أشهرها (أبوتنقي، فرشنا، العراديب السبعة، علاشا، قوز بيضة، ملح، ميجي) وينحدر أغلب اللاجئين من ولايات دارفورالتي تشترك مع دولة تشاد في شريط حدودي طواله اكثر من (1350) كلم مربع بجانب تداخل قبلي وثقافي منذ قديم الزمان.

ولعبت المنظمات الأجنبية ووكالات الأمم المتحدة دوراً كبيراً في إستقبال اللاجئين وحصرهم وتقديم المساعدات الغذائية ومواد الايواء لهم ، وفي السياق يقول أحد العاملين في العمل الانساني فضل حجب اسمه في حديث ل (عين الحقيقة) إن هذه المعسكرات تتفاوت فيها نسبة تقديم الخدمات الضرورية والمساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الأجنبية، مبينا ان اغلب المعسكرات تعاني من شح في خدمات المياه والصحة، بجانب انعدام خدمات الاتصالات نسبة لبعد المعسكرات من المدن، ورفض السلطات استخدام اجهزة إستارلينك التي تقدم خدمات الاتصالات عبر الانترنت.

ولم تبارح الاوضاع مكانها بل ظلت تزداد سوءاً مع إستمرار توافد اللاجئين بسبب اشتداد وتيرة المعارك، فضلاً عم توتر العلاقة بين قادة الجيش السوداني والنظام التشادي، وكانت تشاد قبلة وملاذا لكل السوداني الذين فروا من جحيم الحرب مما شكل ضغطا على الخدمات الصحية والمعيشية، فيما لم تراعي القوة المشتركة والجيش السوداني لظروف هولاء اللاجئين وحياتهم المعيشية القاسية وعملت على استقلال الشباب كوقود للحرب.

وتفيد متابعات (عين الحقيقة) ان هنالك عدد كبير من الشباب في مخيمات اللاجئين شرقي تشاد يتوجهون بصورة منتظمة وتحت اشراف الحركات المسلحة الى منطقة الطينة للانخراط في صفوف القوة المشتركة التي تقاتل في صف الجيش السوداني، وأشارت المصادر إلى ان التحاقهم بالقوة المشتركة يأتي إستجابة لنداء معركة الكرامة واستعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع ورغبة في الإنتقام من الانتهاكات التي حدثت في ولاية غرب دارفور.

وتشهد العلاقة المجتمعية بين المواطنين التشاديين واللاجئين السودانيين حالات شد وجذب بسبب الجرائم التي يرتكبها بعض اللاجئين الذين ينتشر وسطهم بعض الناشطين الذين تربطهم علاقات وطيدة مع قادة المشتركة والاستخبارات التابعة للجيش السوداني لزعزعة الأمن داخل الاراضي التشادية ونتج عن ذلك مقتل احد المواطنين التشاديين بالقرب من معسكر ميجي (60) كلم من مدينة أدري التشادية، والغت السلطات التشادية القبض على بعض اللاجئين لاتهامهم بالتورط في مقتل المواطن التشادي في سبتمبر من العام الماضي، في وقت التزم شيوخ المعسكر بدفع الدية لاسرة القتيل.

تولي السلطات التشادية أمر اللاجئين السودانيين أهمية قصوى لذلك قامت بتوزيعهم في معسكرات بعيدة عن المدن الكبرى حتى لاتتأثر تلك المدن بوضعهم الامني أو المعيشي، بعض اللاجئين اقاموا في مدينة أدري المجاورة للحدود السودانية فيما يعرف بالمعسكر المؤقت بعد حصرهم لدى المنظمات الأجنبية واكتمال اجراءاتهم، لكن يبدو ان السلطات التشادية بدأت تتخوف من إنتشار اللاجئين وسط المجتمع التشادي.

وفي السياق وصف حاكم إقليم وداي بتشاد بشر علي سليمان ان وجود اللاجئين السودانيين في المخيم المؤقت للاجئين داخل مدينة أدري قد يؤدي الي إختلال الامن القومي التشادي، وطرح عليهم ترحيلهم الى مخيم ثابت خارج المدينة، بينما يرفض اللاجئين خيار ابعادهم من المدينة.

ومازالت قضية اللاجئين السودانيين في المعسكر المؤقت داخل مدينة أدري لم تراوح مكانها، وعلمت (عين الحقيقة) ان السلطات ابلغت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأجنبية بخطورة تواجد اللاجئين داخل المدينة، فيما لازالت عملية تدفق اللاجئين السودانيين الى تشاد مستمرة بصورة يومية من الخرطوم والجزيرة، وتشير متابعات (عين الحقيقة) ان معظهم يغادرون الى دولة ليبيا عبر الاراضي التشادية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.